كسب الأشعرية (كسب الأشعري)
  وأجيب: بأن حديث القدرية مجوس هذه الأمة حديث مشهور، غير أن أهل السنة أخطئوا في رميهم للشيعة والمعتزلة بهذا الاسم الذميم، وفي الحقيقة والواقع أنهم أهل هذا الاسم دون غيرهم لإثباتهم القدر، وكثرة لهجهم به، والشهرة بين أهل السنة سلفهم وخلفهم على تسمية العدلية بالقدرية ليست دليلاً، ومن المعلوم أن قول الخصم في خصمه غير مقبول، والعبرة في هذا الباب بالبراهين والبينات لا مجرد الدعوى، وهكذا يقال في تسميتهم لخصومهم بالروافض.
  والحق أن الذي يستحق اسم الرفض هو الذي يرفض الحق، ويتأبى من قبوله.
  قالت طوائف أهل السنة:
  يدل على ما ذهبنا إليه أيضاً قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}[الأنفال: ١٧].
  أجابت العدلية:
  بأن المعنى: أن الله سبحانه وتعالى ألقى في قلوبهم الرعب، وأدخل فيها الفشل مما أدى إلى تخاذلهم، وسيطرة المسلمين عليهم حتى قتلوا فريقاً وأسروا فريقاً، أو أن الله سبحانه وتعالى قتلهم بجنود الملائكة وسيوفهم، وليس المعنى ما تذهب إليه أهل السنة من أن الله تعالى هو الذي خلق أفعال عباده؛ لما سبق من الأدلة.