مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كسب الأشعرية (كسب الأشعري)

صفحة 52 - الجزء 1

  ٣ - الهدى قد يكون بمعنى الدلالة والدعوة إلى طريق الهدى مثل قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}⁣[فصلت: ١٧].

  - قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}⁣[البقرة: ٧]، يمكن أن تفسر هذه الآية على:

  ١ - أن الله تعالى غطّى على قلوبهم تغطية فلا يجد الهدى سبيلاً إلى دخولها، وسد عنها المنافذ لئلا تفقه الحق والرشاد ولا تقبله.

  ٢ - ليس هناك تغطية ولا ختم ولا طبع على الحقيقة، وإنما هذا التعبير من الله تعالى يراد به تصوير عنادهم للحق وعداوتهم له، وأنهم قد بلغوا فيه غاية بحيث لا تؤثر فيهم الآيات، ولا تنفعهم المواعظ، وأنه لا يرجى منهم الإيمان ولا يتوقع، وأن مثلهم كمثل الأنعام التي هي في الحقيقة مطبوع على قلوبها.

  فالتعبير القرآني يراد به أن هؤلاء كالأنعام سواء في أن قلوبهم كقلوبها بالنسبة إلى سماع الآيات والنذر.

  ويشهد لهذا التفسير أن الله تعالى قال في موضع آخر: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ١٧١}⁣[البقرة]، ولم يكونوا صماً ولا بكماً ولا عمياً على الحقيقة، وإنما أراد الله تعالى أنهم يشبهون من كان كذلك.

  والعرب إذا أرادت أن تقنع خصمها قالت: لا أدري ما تقول،