مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كسب الأشعرية (كسب الأشعري)

صفحة 53 - الجزء 1

  أو لا أسمع ما تقول، ومن ذلك ما حكاه الله تعالى عن بعض المشركين حين دعاهم النبي ÷ إلى الإسلام وأرادوا أن يقنعوه بعدم قبولهم، قالوا له كما في سورة فصلت: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ٥}، لم يرد المشركون أن قلوبهم مغطاة، ولا أن في آذانهم صمماً، ولا أن ثَمّ حجاباً، وإنما أرادوا أن يقنعوه بعدم جدوى مواعظه وآياته.

  - قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ٢٩}⁣[التكوير]، يحتمل تفسيرين:

  ١ - تفسير أهل السنة والجماعة.

  ٢ - أنه لا يمكن التوصل إلى الهدى بأي حيلة من الحيل إلا أن يوفر الله تعالى لكم أسباب الهدى وهي:

  أ إرسال الرسل وإنزال الكتب التي فيها بيان الهدى، وتوضيح سبله.

  ب أن ينعم عليكم بنعمة الأسماع والأبصار والعقول.

  وحقاً فإنه لا يمكن لأحد أن يهتدي إلى الحق والرشاد إلا إذا شاء الله ذلك بأن يوفر للعبد أسباب الهدى التي هي ما ذكرنا.

  - قوله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ١١٨ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}⁣[هود]، تفسر على تفسيرين: