الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

عماله #

صفحة 35 - الجزء 1

  والذين أنفذهم لاستنفار النَّاس: معقل بن قيس الرياحي⁣(⁣١)، وشريح بن هانئ الحارثي⁣(⁣٢)، وعبدالرحمن بن أبي ليلى⁣(⁣٣).


= المؤمنين # وهو غافل، فقصم ظهره بالرمح، فنادى الناس: الفارس خلفك يا أمير المؤمنين، فالتفتَ # فإذا هو صريع، فقال سعيد بن قيس - وقد كان قتل فارساً من ذي رعين:

لقد فجعت بفارسها رعين ... كما فجعت بفارسها السكونُ

أقول له ورمحي في صلاه ... وقد قرت بمصرعه العيونُ

أترجو أن تنال وأنت حي ... أبا حسن؟ فذا ما لا يكونُ

ألا أبلغ معاوية ابن حرب ... ورجم الغيب يكشفه اليقينُ

بأنا لا نزال لكم عدواً ... طوال الدهر ما سمع الحنينُ

ألم ترنا ووالينا علياً ... أباً براً ونحن له بنونُ

وأنا لا نريد به سواه ... وذاك الرشد والحظ الثمينُ

وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # في ذلك قصيدته الغراء المشهورة التي قلد بها قبائل اليمن وسام الفخر إلى يوم القيامة، والتي من أبياتها:

فلو كنت بواباً على باب جنةٍ ... لقلت لهمدان ادخلوا بسلام

وقال أمير المؤمنين #: «يا معشر همدان أنتم درعي ورمحي، وما نصرتم إلا الله ورسوله، وما أجبتم غيره»، فقال سعيد بن قيس، وزياد بن كعب الأرحبي: (أجبنا الله ورسوله وأجبناك، ونصرنا الله ورسوله ثم إياك، وقاتلنا معك من ليس مثلك، فارم بنا حيث شئت)، فقام عامر بن قيس العبدي، وهو فارس القوم، فقال: يا أمير المؤمنين إذا رمت بهمدان أمراً فاجعلنا معهم، فإنا يداك وجناحك، فقال #: (وأنتم عبد القيس سيفي وقوسي)، فرجع بها العبدي إلى قومه، انتهى من التحف شرح الزلف للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #/ ط ٣/ص ٤٣ وما بعدها.

(١) الرياحي: بكسر الراء، وبالمثناة التحتية، نسبة إلى رياح بن يربوع.

(٢) شريح بن هاني بن يزيد بن الحارث الحارثي، من أجلّ أصحاب الإمام علي #، ذكر له السيد أبو العباس الحسني في المصابيح مواقف عظيمة مع أمير المؤمنين #.

(٣) قال الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي # في لوامع الأنوار ج/١/ ٣٨٥: عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو عيسى، المتوفى سنة ثلاث وثمانين، معدود في ثقات الشيعة الأكرمين، روى عن الوصي رضوان الله عليه وأم هاني ^، وناصر الإمام الرضا الحسن بن الحسن السبط $، وضربه الحجاج ليسب سيد الوصيين ~ فلم يفعل، وخرج عليه مع الإمام الحسن بن =