صفته # وذكرعلمه وفضله ونبذ من سيرته
  باليمن يدّعي الإمامة، فقال: حسني أم حسيني.
  فقيل: بل حسني، ويقال: إن له دون أربعين سنة.
  فقال: هو ذاك الفتى، هو ذاك الفتى، مرتين، فقلنا من هو؟
  قال: كنا في مجلس أبي خازم - القاضي - يوم الجمعة، فدخل شاب له رَوَاء ومنظر فأخذته العيون ومَكَّنُوه؛ فجلس في غمار النَّاس، فما جرت مسألة إلا خاض فيها وذكر ما يختاره منها، ويحتج ويناظر، فجعلوا يعتذرون إليه من التقصير، ثم أسرع النهوض، فقيل لأبي خازم: هذا رجل من أهل الشرف من ولد الحسن بن علي #.
  فقال النَّاس: قد علمنا أن ما خالط قلوبنا من هيبته لمنزلة له، فاجتهدنا أن نعرف مكانه، وسألنا عنه فلم نقدر عليه.
  فلما كانت الجمعة الثانية اجتمع النَّاس وكثروا شوقاً إلى كلامه ورجاء أن يعاودهم، فلم يحضر، فتعرّفنا حاله فإذا ذلك لخوّف داخله من السلطان، فكان أبو خازم يقول: إن يكن من هؤلاء أحد يكون منه أمر فهذا.
  ثم عاود علي بن موسى، فقال: ألم أقل: إن العلوي هو ذاك الفتى، قد استعلمتُ فإذا هو ذاك بعينه ..
  وحدثني |، عن علي بن سليمان أنَّه قال: حضرنا إملاء الناصر الحسن بن علي # في مصلى آمل، فجرى ذكر يحيى بن الحسين #، فقال: بعض أهل الرأي - وأكثر ظني أنَّه أبو عبد اللّه محمد بن عمرو الفقيه - كان واللّه فقيهاً.
  قال: فضحك الناصر، وقال: كان ذاك من أئمة الهدى!
  وحدثني |، قال: سمعتُ أبا محمد الزركاني | يقول: إنهم كانوا مع الناصر ¥ بالجيل قبل خروجه، فنُعِيَ إليه يحيى بن الحسين #؛ فبكى بنحِيْبٍ ونشِيْجٍ، ثم قال: اليوم انهَدَّ ركن الإسلام.
  فقلت: ترى أنهما تلاقيا لّمَّا قَدِمَ يحيى بن الحسين طبرستان؟