الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

أولاده #

صفحة 93 - الجزء 1

  بعلي بن الفضل⁣(⁣١) وادعى النبوة، وسُمع من عسكره التأذين بـ (أشهد أن علي بن الفضل رسول اللّه)!

  واجتمع إلى هذا الرجل عدد كثير من أهل اليمن وغيرهم، وهَمَّ بأن يقصد الكعبة ويخربها.

  فبلغ ذلك إلى يحيى بن الحسين #، فجمع أصحابه وقال لهم: قد لزمنا الفرض في قتال هذا الرجل، فَجَبُن أصحابه عن قتالهم واعتذروا بقلّة عددهم وكثرة عدد أولئك، وكان أصحابه في ذلك الوقت المقاتلة منهم ألف رجل، فقال لهم الهادي إلى الحق #: تفزعون وأنتم ألفا رجل.

  فقالوا: إنما نحن ألف، فقال: أنتم ألف، وأنا أقوم مقام ألف، وأكفي كفايتهم.

  فقال له أبو العشائر - من أصحابه وكان يقاتل راجلاً ما في الرجالة مثله ـ: ما في الرجالة أشجع مني، ولا في الفرسان أشجع منك، فانْتَخِب من الجميع ثلاثمائة رجل وسلِّحهم بأسلحة الباقين حتى نبيّتهم، فإنا لا نفي بهم إلا هكذا.

  فاستصوب # رأيه، فأوقعوا بهم ليلاً وهم ينادون بشعاره # {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠}⁣[الحج]، فمنحوه أكتافهم، وقتل منهم مَقْتَلَةً عظيمة، وغنم منهم شيئاً كثيراً.

  حدثني بذلك أبو العباس الحسني | عن أبي عبد اللّه اليمني - فارس يحيى بن الحسين #.


(١) ظهر القرمطي علي بن الفضل في اليمن، وتقوّت شوكته، وأعلن بالكفر حتى رُوي أنه كان يكتب في عنوان كتبه إلى أسعد بن يعفر: من باسط الأرض وداحيها، ومزلزل الجبال ومرسيها؛ علي بن الفضل إلى عبده أسعد بن يعفر، وتظهّر بمذهب المجوس، وروي أنه تسمى رب العالمين، وروي أنه كان يؤذن المؤذن في عسكره أشهد أن علي بن الفضل رسول الله، وتقوّت شوكتهم، واستحكم في كثير من نواحي اليمن، وغلبوا على صنعاء، وجرى على الهادي وأولاده في حربهم ما أعزّ الله به الدين، وقطع به دابر الظالمين.