بيعته # ومدة ظهوره ونبذ من سيرته في ولايته
  وحدثني عنه أنَّه قال: شهدت معه # ثلاثاً وسبعين وقعة مع القرامطة، وكان يحارب بنفسه.
  قال: وإذا قاتل قاتل على فرس له يقال له: أبو الحماحم، ما كان يطيقه غيره من الدواب، لا لسمن كان به، بل كان وَسَطاً من الرجال لكنه كان شديداً قوياً، وكان يُعْرف بالشديد.
  قال: ورأيته # شَالَ برمحه رجلاً كان طعنه به عن فرسه ورفعه فانثنى قضيب الرمح وانكسر.
  وحدثني أبو العباس الحسني |، قال: سمعتُ غير واحد من أصحابه يحدّث عنه أنَّه قبض على يد رجل بارزه وبيده السيف فَهَشَّم أصابعه على المقبض.
  وحدثني أبو العباس |، قال: حدثني أبو العباس الفضل بن العباس |، قال: حدثني سليم مولى فلان، وسمّاه لي، وكان يلي خدمة الهادي # في داره، قال: كنت أتبعه - حين يأخذ النَّاس فرشهم - في أكثر لياليه بالمصباح إلى بيت صغير في الدار كان يأوي إليه، فإذا دخله صرفني فأنصرف، فهجس ليلة بقلبي أن أحتبس، وأتيتُ على باب المسجد أنظر ما يصنع.
  قال: فسهر # الليل أجمع ركوعاً وسجوداً، وكنتُ أسمع وقع دموعه صلى اللّه عليه ونشيجاً في حلقه، فلما كان الصبح قمتُ فسمع حسي، فقال: من هذا؟
  فقلت: أنا.
  فقال: سليم، ما عجل بك في غير حينك؟!
  قلتُ: ما برحت البارحة جعلتُ فداك.
  قال: فرأيته اشتد ذلك عليه وحَرَّج عليَّ أن لا أحدّث به في حياته أحداً.
  قال: فما حَدَّثَنَا سليم إلا بعد وفاة الهادي إلى الحق # أيام المرتضى.
  وحدثني أبو العباس الحسني | عن أبي عبد اللّه اليمني |، قال: كنت أسمع الهادي # كثيراً يقول: أين الراغب؟ أين من يطلب العلم؟ إنما يجينا