بيعته # ومدة ظهوره ونبذ من سيرته في ولايته
  وحدثني أبو العباس الحسني |، عن عمه محمد بن الحسن |، قال: سمعت علي بن العباس | يقول: ركب يحيى بن الحسين # إلى موضع هو مجمع يعظ النَّاس ويذكرهم، فبلغ أبا القاسم ابنه ركوبه، فأُسْرِج له، وركب وأسرع نحوه، فعرض له في الطريق بعض الطبرية وحال بينه وبين الهادي، فأهوى إليه بسوطه ينحيه، وكانت من الهادي التفاتة إليه، فلم يزل يقطع مسيره في تقريعه وعذله، ويقول: أبا القاسم، مؤمنٌ وليّ لله تعالى تَكْلُمه بالسوط؟!
  قال: وسمعت علي بن العباس | يذكر أن الهادي # نزل يوماً في بعض المواضع، وجاء إليه ابنه أبو القاسم المرتضى، فأخذ بعض الطبرية كساءً له كان عليه ولفّه ووضعه ليجلس عليه أبو القاسم فجلس، ثم جاء غلام أبي القاسم بكساء في منديل على عاتقه فأمر الهادي بإخراجه، ثم قال للرجل: إجلس عليه كما جلس هو على مالك.
  قال: وسمعتُ علي بن العباس يقول: كنا عنده يوماً وقد حمي النهار وتعالى وهو يخفق برأسه، فقمنا، وقال: أدخل وأغفي غفوة.
  وخرجتُ لحاجتي وانصرفتُ سريعاً، وكان اجتيازي على الموضع الذي يجلس فيه للناس، فإذا أنا به في ذلك الموضع، فقلتُ له في ذلك.
  فقال: لم أجسر على أن أنام، وقلت: عسى أن ينتاب الباب مظلوم فيؤاخذني اللّه بحقه، ووليّت راجعاً كما دخلت!
  وقد كان # خرج من اليمن وعاود المدينة في بعض الأوقات مغاضباً لأهلها، وكان السبب فيه: أن بعض الأمراء هناك من أولاد ملوك اليمن من عشائر أبي العتاهية شرب الخمر، فأمر بإحضاره ليقيم عليه الحدّ، فامتنع عليه، فقال #: لا أكون كالفتيلة تضيء غيرها وتحرق نفسها.
  فتبعه جماعة منهم وأظهروا التوبة والإنابة، وتشفّعوا إلى أبيه في مساءلته العود فعاد.