نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[في الحشمة وغض البصر]

صفحة 123 - الجزء 1

  ومن أسباب قلة الحياء، كثرة المخالطة لغير أهل الدين، قال المصطفى ÷: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل».

  ومن السموم القاتلة للدين جوالات اللمس التي أصبحت في متناول الشاب والشابة، تشاهد ما تتوق له نفسها في الجوال المتطور، وما نقص عليها من ذلك تزودها به زميلاتها المتهتكات، كل يوم يتناقلن خبراً جديداً لنوع من الدعارة والخلاعة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وبه عائذون، فوالله الذي لا إله إلا هو لو أن أحداً مات غيظاً مما يرى أو يسمع فإنه لا يلام على ذلك.

  فهل بقي غِيرة لمن يترك بنته أو أخته تجوب الشوارع والأسواق، تصادق الحثالة من المجتمعات وأبوها وأمها جالسان في البيت لا يحركان من أجل ذلك ساكناً، هما معدودان في أموات الأحياء، ينتظران للفوائد الدنيوية كمن يرى السراب فيحسبه ماء.

  فعليك أيتها المؤمنة التنبه لمثل هذه المفاسد، وعليك الاعتناء ببناتك وأولادك فهم درر ثمينة إن أنت أحسنت تربيتهم ولقنتيهم أخلاق الإسلام ونشأوا صالحين، ووثّقت علاقتهم بالله من خلال مدارس العلم ومخالطة الصالحين، فالسعادة –والله - والسرور وأسباب الحياة الطيبة لمن تمسك بدينه وأتى البيوت من أبوابها، وأمسى وأصبح من عذاب الله خائفاً، ولرحمته راجياً، نصبت الجنة والنار أمام عينيه، ينظر للجنة مرة وللنار أخرى، يفرح بالحسنة ويغتم من السيئة، يمسي وهمه الشكر، ويصبح وهمه الذكر.