نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[معرفة نعم الله وأداء شكرها]

صفحة 69 - الجزء 1

[معرفة نعم الله وأداء شكرها]

  

  ثناء لأمير المؤمنين وسيد الوصيين على الله بما هو أهله ولا أظن أحداً من البلغاء قد فاه بمثله: (اللهم أنت أهل الوصف الجميل، والتعداد الكثير، إن تؤَمَّل فخير مأمول، وإن تُرج فأكرم مرجوّ، اللهم وقد بسَطْتَ لي فيما لا أمْدَحُ به غيرك ولا أثني به على أحد سواك، ولا أوجِّهه إلى معادن الخيبة ومواضع الريبة، وعدلتَ بلساني عن مدائح الآدميين، والثناء على المربوبين المخلوقين، اللهم ولكل مثنٍ على من أثنى عليه مثوبة من جزاء، أو عارفةٌ من عطاء، وقد رجوتك دليلاً على ذخائر الرحمة، وكنوز المغفرة، اللهم وهذا مقام من أفردك بالتوحيد الذي هو لك، ولم ير مستحقاً لهذه المحامد والممادح غيرك، وبي فاقة إليك لا يجبر مسكنتها إلا فضلك، ولا ينعش من خلتها إلا منُّك وجودك، فهب لنا في هذا المقام رضاك وأغننا عن مد الأيدي إلى من سواك، إنك على كل شيء قدير).

  هذا الكلام سماءٌ ملئت شموساً مشرقة، وأقماراً منوِّرة، ونجوماً زواهر، وأرض عمتها بركة الله، معادنها النفيسة في متناول طالبيها، وما خفي على الطالبين أعظم، وبحرٌ عميق لم يصل إلى قعره من الغواصين إلا أشخاص يعدون بالأصابع، فالتقطوا نفائس من درره أعشت لأضوائها أبصارهم، وتحيرت في وصفها أفكارهم، التقطوا قليلاً وقد بُهتوا بما رأوا، شبيه