نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

في فضل شهر رمضان

صفحة 78 - الجزء 1

في فضل شهر رمضان

  

  الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، وبعد:

  لقد مَنَّ الله - تقدست أسماؤه - علينا بنعم كثيرة من تلك النعم ما يعرضنا الله بها على الخير الكثير رحمة منه لعباده وتشريفاً لرسوله ÷ وتكريماً لأمته، ومن أعظم ما خص الله به هذه الأمة شهر رمضان، شهر الرحمة والغفران، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، شهر نزل فيه القرآن، نزل في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، لقد أجزل الله في هذا الشهر الكريم عطاءه للصائمين المحتسبين للأجر الفريضة فيه تعدل سبعين فريضة فيما سواه، والنافلة تعدل فريضة، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٢١}⁣[الحديد].

  يقول المصطفى ÷: «أوله رحمة» - سبحان الله ما أرحمه بخلقه، وما أجزل عطاءه لأوليائه، أوله رحمة، ممن هذه الرحمة؟ إنها من الله من أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، مِن رحمته سبحانه وتعالى أنه إذا دخل شهر رمضان صفدت - أي: قُيِّدت - فيه مردة الشياطين حتى تنقضي أيامه وتفتح فيه أبواب الجنان من أوله إلى آخره، وتغلق فيه أبواب النيران كذلك، وفي أول يوم منه تطرح عن الصائمين المتاعب ويخلق الله لهم في قلوبهم راحة نفسية يحس بها كل صائم من نفسه يحصل لهم عند الإفطار فرحة لم يعهدوا مثلها في