[بعض محاسن الأخلاق]

  من وصية أمير المؤمنين # لولده: (احمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة، وعند صدوده على اللطف والمقاربة، وعند جموده على البذل، وعند تباعده على الدنو، وعند شدته على اللين، وعند جرمه على العذر حتى كأنك له عبد وكأنه ذو نعمة عليك)، وعندما أجاب ثلاثة من العلماء على الْحَجَّاج حين سألهم عن القدر فأجابه كل واحد منهم بجواب أمير المؤمنين قائلاً: لا أعرف إلا ما قاله علي بن أبي طالب، فلما انتهى عند الآخر قال: قاتلهم الله لقد أخذوا الجواب من عين صافية.

  وكان جواب أحدهم: لا أعرف إلا ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: (أتظن الذي نهاك دهاك، إنما دهاك أسفلك وأعلاك، والله بريء من ذاك). وقال الثاني: لا أعرف فيه إلا ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: (أتظن أن الذي فتح لك الطريق ألزم عليك المضيق). وقال الآخر: (إذا كانت المعصية حتماً كانت العقوبة ظلماً)، فقال الحجاج: قاتلهم الله لقد أخذوها من عين صافية.

  انظر فيما اشتملت عليه هذه الجمل الشافية أولها: (احمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة): نعم، الإنسان محل الخطأ والنسيان ويحصل بين الإخوان من النسب وكذلك الإخوان في الدين ما يقع بسببه التقاطع والتدابر ومن البلية أنك