[الصبر]
[الصبر]
  
  الحمد لله رب العالمين الذي جعل الخير الكثير فيما تكرهه النفوس من الطاعات وأولها وأولاها بالذكر الصبر؛ لأن الصبر يحتاج إليه الإنسان في جميع أحواله وأموره الدينية والدنيوية، يقول ربنا جلت عظمته: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ٤٣}[الشورى]، ويقول النبي ÷: «الصبر من الإيمان بمنزلة الراس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له».
  المؤمنة محتاجة للصبر كحاجة الأشجار إلى الماء، والحيوان إلى الطعام، هي بحاجة ماسة للصبر على طاعة زوجها كما سبق، وطاعة والديها، وهي بحاجة أن تُصَبِّر نفسها على تربية أولادها، كذلك هي بحاجة التعلم لما ينقذها من عذاب الله الدائم، وإذا كان للمرأة بنت في عمر مبكر فعليها أن تعتني بها وتعلمها في مدارس العلم وتحثها على التعليم وتذكر لها فضل العلم والإرشاد وكم للمرشدات من الثواب عند الله سبحانه وتعالى.
  بعض النساء يملأ الله قلبها نوراً وتوفيقاً وهداية، تذهب مع زوجها للإرشاد في أي بلد من البلدان فيصلح الله على يديها أهل تلك البلد من النساء وما تلبث إلا مدة من الزمن وقد تخرجن على يديها مرشدات يعلمن العلم ويزرعن الهداية في قلوب أشباههن، فإذا كانت الأم هي السبب في تعليم بنتها فهي مشاركة في ثوابها وفي ثواب كل من أصلحتهن تلك البنت؛ لأن الدال على الخير