مقدمة
مقدمة
  
  القرآن أعظم معجزة لأشرف نبي، وهو نبينا ÷ إذا تأمل فيه الإنسان وجده من بدايته إلى نهايته مشتملاً على الوعظ والتذكير، انظر في سورة الفاتحة كيف ألزمنا ربنا وخالقنا فيها بذكر اسمه في كل صلاة من أجل البركة ومن أجل ترسيخ اسمه في قلوبنا وترداده على ألسنتنا وأردف اسمه في الفاتحة بالحمد والثناء عليه سبحانه وتعالى لينبهنا على نعمه علينا، فله الحمد والمنة.
  وبعد الحمد ذكر اسمين من أسمائه عظيمين: الرحمن المتفضل بجلائل النعم، والرحيم بدقائقها وخفيها، ومن جملة نعمه على عباده الصابرين أنه المتولي للجزاء يوم الدين بيَّن ذلك بقوله سبحانه: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ٤} عندما يصغي الإنسان المؤمن ويلقي سمعه لمعنى قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ٤} فإنها تهون عليه مصائب الدنيا وهمومها، ويسهل عليه ظلم الظالمين، ويرتاح قلبه لتفرد الله بالجزاء يوم القيامة بيقين.
  ثم أمرنا أن نقول ونعتقد: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} فقد وعظنا بهذه الجملة أن العبادة المقبولة ما كانت خالصة لوجه الله، ولما كان الرياء والسمعة وما يخل بالعبادة محيطة بالإنسان أمرنا أن نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥} ومعنى: أمرنا أنه ألزمنا بقراءة الفاتحة في كل صلاة من صلواتنا.