[في التعاون على البر والتقوى]
[في التعاون على البر والتقوى]
  
  الحمد لله رب العالمين القائل: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة: ٢]، وبعد:
  من البر بل هو من عظيم البر أن تنصح والدتك أو زوجتك أن تبر أرحامها وتتعاون معهم في خلاص ذممهم إذا كانوا لها واصلين وإليها محسنين، وذلك فيما عندهم من الحقوق.
  بعض النساء لو تطالب أرحامها في حقوقها مع قلته عند بعض الناس لم تحصل على كثير فائدة، ولو أَبْرَتْهُم وسامحتهم لعظم ذلك في أعينهم وحصلت على الثواب الجزيل والثناء الجميل، فالناصح في هذا الشأن محسن والله يحب المحسنين.
  من أراد أن يعلم حسن وعظم هذه الخليقة فليجعل نفسه محل من عليه حقوق لأرحامه وأن صهره أو بزيَّه طلب من والدته أو من زوجته السماح لك فيما عندك لوالدته أو لزوجته فإنك بهذا الصنيع تعزهم وتحترمهم وتقدرهم غاية التقدير؛ لأنهم أحسنوا إليك بخلاص ذمتك من تلك الحقوق فإذا عرفت ذلك فكن سباقاً وانصح والدتك أن تسامح أهلها لا سيما إذا كانوا إليها محسنين وهي لا تطلب منهم كثيراً ولا قليلاً وكذلك زوجتك ولا تخاف من الحاجة إلى ما في أيديهم، فالله القائل: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ١٢٨}[النحل]، وفي الحديث عن رسول الله ÷: «صلاح ذات البين أفضل عند الله من عامة الصلاة والصيام».