[التواضع]
[التواضع]
  
  من مصائد الشرف التواضع والأخلاق الحسنة وتعظيم الآخرين، قال الله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ٦٣}[الفرقان].
  فعلى المؤمنة أن تجعل التواضع حليفاً لقلبها وأن لا تكبِّر لنفسها قدراً وتذكر نعمة الله عليها بالعافية والستر، فذلك أدعى إلى الشكر وإلى حب الله سبحانه وتعالى، وتنظر إلى المتواضعات من المؤمنات اللاتي يثني عليهن القريب والبعيد وتزداد محبتهن في قلوب مجتمعاتهن، ما أربح تجارتهن عند الموت حين يثني على المتوفاة منهن القريب والبعيد، ويذكرن بخير ذكر.
  المتواضعة يجعل الله في أقوالها السداد، وفي نصائحها الرشاد، المتواضعة قلبها وعاء للحكمة؛ لأن قلوب المتواضعين كالأرض الخصبة، وقلوب المترفعين كالصفا، المتواضعة تكون خفيفة المؤنة، تكون سعيدة بما هي فيه من المعيشة، وعليها أن تجاهد نفسها مع التواضع على حسن الخلق واحترام الآخرين، عليها أن تجعل الكبيرة من النساء أماً والصغيرة بنتاً، والسنيعة أختاً؛ فإذا وفقها الله لهذه الصفات الإيمانية فلتحذر الرياء والسمعة والعجب، فإن الشيطان - لعنه الله - حريص على إحباط أعمال الإنسان، وتذكر ستر الله عليها وتشغل نفسها بعيوبها وبذكر الموت وما وراءه، وعليها بإدخال السرور على المؤمنات بإظهار