متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

[المضمر]

صفحة 23 - الجزء 1

  فَالْمَرْفُوعُ اثْنَتَا عَشْرَةَ كَلِمَةً، وَهْيَ: «أَنَا» وَ «نَحْنُ» و «أنتَ» و «أَنْتِ» وَ «أَنْتُمَا» و «أنتم» وَ «أَنْتُنَّ»، وَ «هْوَ» وَ «هِيَ» وَ «هُمَا» وَ «هُمْ» وَ «هُنَّ»، فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الضَّمَائِرِ إِذَا وَقْعَ فِي ابْتِدَاءِ الْكَلَامِ فَهُوَ مُبْتَدَأٌ، نَحْو: {أَنَا رَبُّكُمْ}⁣[الأنبياء ٩٢]، {وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ}⁣[الحجر ٢٣] و {أَنتَ مَوْلاَنَا}⁣[البقرة ٢٨٦]، {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}⁣[المائدة ١٢٠].

  وَالْمَنْصُوبُ اثْنَا عَشْرَةَ كَلِمَةً، وَهْيَ: «إيَّايَ» وإ «يَّانَا» و «إيَّاكَ» و «إيَّاكِ» و «إيَّاكُما» و «إيَّاكُمْ» وَ «إِيَّاكُنَّ»، و «إيَّاهُ» و «إيَّاهَاَ» و «إيَّاهُمَا» و «إياهُمْ» و «إيَّاهُنَّ». فَهَذِه الضَّمَائِرُ لا تَكُونُ إلَّا مَفْعُولًا بِهِ، نَحْو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}⁣[الفاتحة ٥] {إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ}⁣[سبأ ٤٠].

  وَمَتى أَمْكَنَ أنْ يُؤْتَى بِالضَّمِيرِ مُتَّصِلًا فَلا يَجُوزُ أنْ يُؤْتَى بِهِ مُنْفَصِلًا، فَلا يُقَال فِي «قُمْتُ»: «قَامَ أَنَا»، وَلَا فِي «أَكْرَمَكَ»: «أَكْرَمَ إيَّاكَ»، إلَّا نَحْو: «سَلْنِيْهِ» و «كُنْتَهُ» فَيَجُوز الْفَصْلُ أَيْضًا، نَحْو: «سَلْنِي إيَّاهُ» وَ «كُنْتَ إيَّاهُ⁣(⁣١)».

  وَأَلْفَاظُ الضَّمَائِرِ كُلُّهَا مَبْنِيَّةٌ لَا يَظْهَرُ فِيهَا إعْرَابٌ.


(١) وضابط المسألة في «سلني»: أن يكون الضمير ثاني ضميرين، أولهما أعرف من الثاني، وليس مرفوعاً، نحو: «سلنيه» يجوز أن تقول فيه: «سلني إياه». وضابطها في كنته: أن يكون الضمير خبرًا لـ «كان» أو إحدى أخواتها، سواء كان مسبوقا بضمير أم لا. فالأول نحو: «الصديق كنته»، والثاني نحو: «الصديق كانه زيد»، يجوز لك أن تقول فيهما: «كنت إياه»، و «كان إياه زيد».