باب المبتدإ والخبر
  وَيَبْسُطُ}[البقرة ٢٤٥]، {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ}[الزمر ٤٢].
  وَإمَّا شِبْهُ الْجُمْلَةِ، وَهْوَ شيئانِ: الظَّرْفُ، وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ. فَالظَّرْفُ نَحْو: «زَيْدٌ عِنْدَكَ» وَ «السَّفَرُ غَدًا»، وَقَوْله تَعَالَى: {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ}[الأنفال ٤٢]، وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ، نَحْو: «زَيْدٌ فِي الدَّارِ»، وَقَوْله تَعَالَى: {الْحَمْدُ لِلّهِ}[الفاتحة].
  وَيَتَعَلَّقُ الظَّرْفُ وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ إِذَا وَقْعَا خَبَرًا بِمَحْذُوفٍ وُجُوبًا تَقْدِيرُهُ «كَائِنٌ» أَو «مُسْتَقِرٌّ».
  وَلَا يُخْبَرُ بِظَرْفِ الزَّمَانِ عَنِ الذَّاتِ، فَلا يُقَال: «زيدٌ الْيَوْمَ»، وَإِنَّمَا يُخْبَرُ بِهِ عَنِ الْمَعَانِي، نَحْو: «الْصَّومُ اليومَ» وَ «السَّفَرُ غَدًا». وَقَوْلُهُمْ: «اللَّيْلَةَ الْهِلَالُ» مُؤَوَّلٌ(١).
  وَيَجُوزُ تَعَدُّدُ الْخَبَرِ، نَحْو: «زَيْدٌ كَاتِبٌ شَاعِرٌ»، {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ١٤ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ١٥ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ١٦}[البروج].
  وَقَدْ يَتَقَدَّمُ عَلَى الْمُبْتَدَإِ جَوَازًا، نَحْو: «فِي الدَّارِ زَيْدٌ»، وَوُجُوبًا، نَحْو: «أينَ(٢) زيدٌ؟»، «وَإِنَّمَا عِنْدَكَ زيدٌ(٣)»، وَقَوْله تَعَالَى: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا(٤)}[محمد ٢٤]، وَ «فِي الدَّارِ رَجُلٌ(٥)».
(١) أي: على تقدير مضاف هو اسْمُ مَعْنَى، والتقدير: الليلةَ طلوعُ الهلالِ.
(٢) لأن «أين» اسم استفهام، واسم الاستفهام له الصدارة في الكلام.
(٣) قدم الخبر هنا لغرض وهو حصر المبتدأ؛ لأن المعنى «ما عندك إلا زيد» ولو أخر لأوهم أن المحصور فيه هو الخبر.
(٤) وجب تقديم الخبر هنا لئلا يلزم عود الضمير على متأخر لفظًا ورتبة.
(٥) قدم الخبر لئلا يلتبس بالصفة؛ لأن النكرة تطلب الجار والمجرور والظرف لتختص بهما طلبا حثيثا، فقدم هنا لئلا يحصل اللبس.