باب العوامل التي تدخل على المبتدإ والخبر
  وَقَدْ يُحْذَفُ كُلٌّ مِنَ الْمُبْتَدَإِ وَالْخَبَرِ جَوَازًا، نَحْو: {سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ}[الذاريات ٢٥]، أَي: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ.
  وَيَجِبُ حَذْفُ الْخَبَرِ بَعْدَ لَوْلَا، نَحْو: {لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ}[سبأ ٣١]، أَي: لَوْلَا أَنْتُم مَوْجُودُون.
  وَبَعْدَ الْقَسَمِ الصَّرِيحِ، نَحْو: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ}[الحجر ٧٢]، أَي: لَعَمْرُك قَسَمِي.
  وَبَعْدَ وَاوِ الْمَعِيَّةِ، نَحْو: «كُلُّ صَانِعٍ وَمَا صَنَعَ»، أَي: مَقْرُونَان.
  وَقَبْلَ الْحَالِ الَّتِي لَا تَصْلُحُ أَنْ تَكُونَ خَبَرًا، نَحْو: «ضَرْبي زَيْدًا قَائِمًا(١)»، أَي: إِذَا كَانَ قَائِمًا.
بَابُ الْعَوَامِلِ الَّتِي تَدْخُلُ عَلَى الْمُبْتَدَإِ وَالْخَبَرِ
  وَتُسَمَّى النَّوَاسِخَ، وَنَوَاسِخَ الاِبْتِدَاءِ، وَهْيَ ثَلاَثَةُ أَنْوَاعٍ:
  الْأَوَّلُ: مَا يَرْفَعُ الْمُبْتَدَأَ وَيَنْصِبُ الْخَبَرَ، وَهْوَ «كَانَ وَأَخَوَاتُهَا»، وَالْحُرُوفُ الْمُشَبَّهَةُ بـ «لَيْسَ»، وَأَفْعَالُ الْمُقَارَبَةِ.
  وَالثَّانِي: مَا يَنْصِبُ الْمُبْتَدَأَ وَيَرْفَعُ الْخَبَرَ، وَهْوَ «إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا»، وَ «لَا» الَّتِي لِنَفْيِ الْجِنْس.
  وَالثَّالِثُ: مَا يَنْصِبُ الْمُبْتَدَأَ وَالْخَبَرَ جَمِيعًا، وَهْوَ «ظَنَّ وَأَخَوَاتُهَا».
(١) لم يصلح جعل الحال التي هي «قائماً» خبراً؛ لأن الضرب لا يوصف بالقيام، فلا يقال: ضربي قائم، بل شديد أو نحوه.