متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

باب العوامل التي تدخل على المبتدإ والخبر

صفحة 38 - الجزء 1

  وَقَدْ يُحْذَفُ كُلٌّ مِنَ الْمُبْتَدَإِ وَالْخَبَرِ جَوَازًا، نَحْو: {سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ}⁣[الذاريات ٢٥]، أَي: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ.

  وَيَجِبُ حَذْفُ الْخَبَرِ بَعْدَ لَوْلَا، نَحْو: {لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ}⁣[سبأ ٣١]، أَي: لَوْلَا أَنْتُم مَوْجُودُون.

  وَبَعْدَ الْقَسَمِ الصَّرِيحِ، نَحْو: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ}⁣[الحجر ٧٢]، أَي: لَعَمْرُك قَسَمِي.

  وَبَعْدَ وَاوِ الْمَعِيَّةِ، نَحْو: «كُلُّ صَانِعٍ وَمَا صَنَعَ»، أَي: مَقْرُونَان.

  وَقَبْلَ الْحَالِ الَّتِي لَا تَصْلُحُ أَنْ تَكُونَ خَبَرًا، نَحْو: «ضَرْبي زَيْدًا قَائِمًا⁣(⁣١)»، أَي: إِذَا كَانَ قَائِمًا.

بَابُ الْعَوَامِلِ الَّتِي تَدْخُلُ عَلَى الْمُبْتَدَإِ وَالْخَبَرِ

  وَتُسَمَّى النَّوَاسِخَ، وَنَوَاسِخَ الاِبْتِدَاءِ، وَهْيَ ثَلاَثَةُ أَنْوَاعٍ:

  الْأَوَّلُ: مَا يَرْفَعُ الْمُبْتَدَأَ وَيَنْصِبُ الْخَبَرَ، وَهْوَ «كَانَ وَأَخَوَاتُهَا»، وَالْحُرُوفُ الْمُشَبَّهَةُ بـ «لَيْسَ»، وَأَفْعَالُ الْمُقَارَبَةِ.

  وَالثَّانِي: مَا يَنْصِبُ الْمُبْتَدَأَ وَيَرْفَعُ الْخَبَرَ، وَهْوَ «إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا»، وَ «لَا» الَّتِي لِنَفْيِ الْجِنْس.

  وَالثَّالِثُ: مَا يَنْصِبُ الْمُبْتَدَأَ وَالْخَبَرَ جَمِيعًا، وَهْوَ «ظَنَّ وَأَخَوَاتُهَا».


(١) لم يصلح جعل الحال التي هي «قائماً» خبراً؛ لأن الضرب لا يوصف بالقيام، فلا يقال: ضربي قائم، بل شديد أو نحوه.