[(لا) التي لنفي الجنس]
  فَإِنْ كَانَ اسْمُهَا مُضَافًا أَو مُشَبَّهًا بِالْمُضَافِ فَهُوَ مُعَرَبٌ مَنْصُوبٌ، نَحْو: «لا صَاحِبَ عِلْمٍ مَمْقُوتٌ، وَلَا طَالِعًا جَبَلًا حَاضِرٌ». وَالْمُشَبَّهُ بِالْمُضَافِ: هْوَ مَا اتَّصَل بِه شَيْءٌ مِنْ تَمَامِ مَعْنَاه.
  وَإِنْ كَان اسْمُهَا مُفْرَدًا بُنِيَ عَلَى مَا يُنْصَبُ بِهِ لَو كَانَ مُعْرَبًا. ونعني بِالْمُفْرَد هُنَا، وَفِي بَابِ النِّدَاءِ: مَا لَيْس مُضَافًا وَلَا شَبِيهًا بِالْمُضَافِ وَإِنْ كَانَ مثَنَّىً أَو مَجْمُوعًا.
  فَإِنْ كَانَ مُفْرَدًا أَو جَمْعَ تَكْسِيرٍ بُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ، نَحْو: «لَا رَجُلَ حَاضِرٌ» وَ «لَا رِجَالَ حَاضِرُون»، وَإِنْ كَانَ مُثَنَّىً أَو جَمْعَ مُذَكَّرٍ سَالِمًا بُنِيَ عَلَى الْيَاءِ، نَحْو: «لَا رَجُلَيْنِ فِي الدَّارِ» وَ «لَا قَائِمِينَ فِي السُّوقِ».
  وَإِنْ كَانَ جَمْعَ مُؤَنَّثٍ سَالِمًا بُنِيَ عَلَى الْكَسْرِ، نَحْو: «لَا مُسْلِماتِ حاضراتٌ». وَقَد يُبْنَى عَلَى الْفَتْحِ.
  وَإِذَا تَكَرَّرَتْ «لَا» نَحْو: «لَا حَوْلَ ولا قُوَّةَ» جَازَ فِي النَّكِرَةِ الأُوْلَى الْفَتْحُ وَالرَّفْعُ. فَإِنْ فَتَحْتَهَا جَازَ فِي الثَّانِيَةِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: الْفَتْحُ وَالنَّصْبُ وَالرَّفْعُ(١). وَإِنْ رَفَعْتَ النَّكِرَةَ الأُوْلَى جَازَ لَكَ فِي النَّكِرَةِ الثَّانِيَةِ وَجْهَانِ: الرَّفْعُ وَالفَتْحُ(٢).
  وَإِنْ عَطَفْتَ عَلَى اسْمِ «لا» وَلَمْ تَتَكَرَّرْ «لَا» وَجَبَ فَتْحُ النَّكِرَةِ
(١) أما الفتح فعلى أنها عاملة عمل «إنَّ»، وأما النصب فعطف على محل اسم «لا»، وتكون الثانية زائدة بين العاطف والمعطوف، وأما الرفع ففيه ثلاثة أوجه: الأول: أن يكون معطوفًا على محل «لا» واسمها؛ لأنهما في موضع رفع بالابتداء، وتكون «لا» زائدة. والثاني: أن تكون «لا» عاملة عمل «ليس». والثالث: أن يكون مرفوعا بالابتداء وليس لـ «لا» عمل فيه.
(٢) أما الرفع فعلى أنها عاملة عمل «ليس»، وأما الفتح فعلى أنها عاملة عمل «إنَّ».