متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

[ظن وأخواتها]

صفحة 51 - الجزء 1

  قَد كُنَّتُ أحْجُوْ أَبَا عمرٍو أَخَا ثِقَةٍ ... حَتَّى أَلَمَّتْ بِنَا يَوْمًا مُلِمَّاتُ

  وَقَوْلِ الآخَرِ:

  فَلا تَعْدُدِ الْمَوْلَى شريكَكَ فِي الْغِنَى ... ولكنَّما الْمَوْلَى شَرِيكُك فِي العُدْم

  وَقَوْلِهِ:

  فَقُلْتُ: أَجِرْنِي أَبَا مَالِكٍ ... وَإِلاّ فَهَبْني امْرأً هَالِكا⁣(⁣١)

  وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا}⁣[المزمل ٢٠]، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَآءَهُمْ ضَآلِّينَ}⁣[الصافات ٦٩]، وَقَوْلِكَ: «دَرَيْتُ زيدًا قائمًا»، وَقَوْلِ الشَّاعِر:

  دُرِيتَ الوفيَّ العهدَ يَا عُرْوَ فاغتَبِط ... فَإِن اغتباطاً بالوفاءِ حَمِيْد

  وَقَوْلِ الشَّاعِر:

  تَعَلَّمْ شِفَاءَ النَّفْسِ قَهَرَ عَدُوِّهَا ... فبالِغْ بِلُطْف فِي التَّحَيُّلِ وَالْمَكْر

  وَإِذَا كَانَ «ظَنَّ» بِمَعْنَى اتَّهَمَ، و «رَأَى» بِمَعْنَى أَبْصَرَ، و «عَلِمَ» بِمَعْنَى عَرَفَ - لَم تَتَعَدَّ إلَّا إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ، نَحْو: «ظَنَنْتُ زيداً» بِمَعْنَى: اتَّهَمْتُهُ، و «رَأَيْتُ زيداً» بِمَعْنَى أَبْصَرْتُه، وَ «عَلِمْتُ المسألةَ» بِمَعْنَى عَرَفْتُهَا.

  النَّوْعُ الثَّانِي: أَفْعَالُ التَّصْييرِ⁣(⁣٢)، نَحْو: «جَعَلَ» و «رَدَّ» و «اتَّخَذَ» و «صَيَّرَ» و «وَهَبَ». قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً}⁣[الفرقان ٢٣]،


(١) الشاهد فيه قوله: فهبني امرأ، فإن «هب» بمعنى «ظن» وقد نصب مفعولين: أحدهما ياء المتكلم، وثانيهما قوله: امرأً.

(٢) سميت بذلك لدلالتها على تحويل الشي من حالة إلى حالة أخرى.