[ظن وأخواتها]
  قَد كُنَّتُ أحْجُوْ أَبَا عمرٍو أَخَا ثِقَةٍ ... حَتَّى أَلَمَّتْ بِنَا يَوْمًا مُلِمَّاتُ
  وَقَوْلِ الآخَرِ:
  فَلا تَعْدُدِ الْمَوْلَى شريكَكَ فِي الْغِنَى ... ولكنَّما الْمَوْلَى شَرِيكُك فِي العُدْم
  وَقَوْلِهِ:
  فَقُلْتُ: أَجِرْنِي أَبَا مَالِكٍ ... وَإِلاّ فَهَبْني امْرأً هَالِكا(١)
  وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا}[المزمل ٢٠]، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَآءَهُمْ ضَآلِّينَ}[الصافات ٦٩]، وَقَوْلِكَ: «دَرَيْتُ زيدًا قائمًا»، وَقَوْلِ الشَّاعِر:
  دُرِيتَ الوفيَّ العهدَ يَا عُرْوَ فاغتَبِط ... فَإِن اغتباطاً بالوفاءِ حَمِيْد
  وَقَوْلِ الشَّاعِر:
  تَعَلَّمْ شِفَاءَ النَّفْسِ قَهَرَ عَدُوِّهَا ... فبالِغْ بِلُطْف فِي التَّحَيُّلِ وَالْمَكْر
  وَإِذَا كَانَ «ظَنَّ» بِمَعْنَى اتَّهَمَ، و «رَأَى» بِمَعْنَى أَبْصَرَ، و «عَلِمَ» بِمَعْنَى عَرَفَ - لَم تَتَعَدَّ إلَّا إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ، نَحْو: «ظَنَنْتُ زيداً» بِمَعْنَى: اتَّهَمْتُهُ، و «رَأَيْتُ زيداً» بِمَعْنَى أَبْصَرْتُه، وَ «عَلِمْتُ المسألةَ» بِمَعْنَى عَرَفْتُهَا.
  النَّوْعُ الثَّانِي: أَفْعَالُ التَّصْييرِ(٢)، نَحْو: «جَعَلَ» و «رَدَّ» و «اتَّخَذَ» و «صَيَّرَ» و «وَهَبَ». قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً}[الفرقان ٢٣]،
(١) الشاهد فيه قوله: فهبني امرأ، فإن «هب» بمعنى «ظن» وقد نصب مفعولين: أحدهما ياء المتكلم، وثانيهما قوله: امرأً.
(٢) سميت بذلك لدلالتها على تحويل الشي من حالة إلى حالة أخرى.