[الاشتغال]
  [نَحْو: {شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا}[الفتح ١١]]، وَقَد يَتَقَدَّمُ عَلَى الْفِعْلِ وَالْفَاعِلِ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَاب الْفَاعِل.
  وَمِنْهُ مَا أُضْمِرَ عَامِلُهُ جَوَازًا، نَحْو: {قَالُوا خَيْراً(١)}[النحل ٣٠]، ووجوباً فِي مَوَاضِعَ:
[الاِشْتِغَالُ]
  مِنْهَا: بَابُ الِاشْتِغَالِ، وَحَقِيقَتُهُ: أنْ يَتَقَدَّمَ اسْمٌ، وَيَتَأَخَّرَ عَنْهُ فِعْلٌ أو وَصْفٌ، مُشْتَغِلٌ بِالْعَمَلِ فِي ضَمِيرِ الِاسْمِ السَّابِقِ أَو فِي مُلَابِسِهِ - عَن الْعَمَلِ فِي الِاسْمِ السَّابِقِ، نَحْو: «زيداً اضْرِبْهُ»، و «زيداً أَنَا ضَارِبُهُ الْآنَ أَو غدًا(٢)» -، و «زَيْداً ضَرَبْتُ غُلَامَهُ»، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ}[الإسراء ١٣]، فَالنَّصْبُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ بِمَحْذُوفٍ(٣) وُجُوباً يُفَسِّرُهُ مَا بَعْدَهُ، وَالتَّقْدِيرُ: «اضْرِبْ زيداً اضْرِبْه»، و «أَنَا ضَارِبٌ زَيْداً أَنَا ضَارِبُهُ»، وَ «أَهَنْتُ زَيْداً ضَرَبْتُ غُلامَهُ»، و «ألْزَمْنَا كُلَّ إنسانٍ أَلْزَمْنَاهُ».
= بالفاعل ضمير يعود إلى المفعول، أو كان الفاعل محصورا، وقد تقدمت أمثلة ذلك في باب الفاعل.
(١) وذلك لأنها قد قامت قرينة مقالية تدل عليه؛ وذلك لأن قبلها: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ}.
(٢) أشار بقوله: «الآن أو غداً» إلى أن الوصف لا يعمل إذا كان مجردا من «أل» إلا إذا كان للحال أو الاستقبال، كما سيعلم في باب اسم الفاعل، فخرج «زيداً أنت ضاربه أمس» فلا يجوز فيه نصب «زيد»؛ لأن الوصف غير عامل.
(٣) إنما قال: بمحذوف وجوبا لأنه لا يجمع بين المفسِّر والمفسَّر به.