باب المستثنى
  السَّمَاواتِ}[البقرة ٢٨٤] {لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ}[البقرة ١١٦]. وَالسَّبْعَة الْأَخِيرَة تَخْتَصُّ بِالظَّاهِرِ، وَلَا تَدْخُلُ عَلَى الْمُضْمَر:
  فَمِنْهَا مَا لا يَخْتَصُّ بِظَاهِرٍ بِعَيْنِهِ، وَهْوَ: الْكَافُ، وحتَّى، وَالْوَاوُ، نَحْو: {وَرْدَةً كَالدِّهَانِ}[الرحمن ٣٧]، و «زَيْدٌ كَالْأَسَدِ».
  وَقَد تَدْخُلُ عَلَى الضَّمِيرِ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ. وَنَحْو: {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}[القدر ٥]؛ وَقَوْلِهم: «أَكَلْتُ السَّمَكَةَ حَتَّى رَأْسِهَا» بِالْجَرّ. وَنَحْو: «وَاَللَّهِ وَالرَّحْمَنِ».
  وَمِنْهَا مَا يَخْتَصُّ بـ «اللَّهِ» و «رَبٍّ» مُضَافاً لِلْكَعْبَةِ أَو لِـ «يَاءِ» الْمُتَكَلِّمِ، وَهْوَ: التَّاءُ، نَحْو: تَاللَّهِ، وتَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وتَرَبِّي. ونَدَرَ «تَالرَّحْمَنِ، وتَحَيَاتِكَ».
  وَمِنْهَا: مَا يَخْتَصُّ بِالزَّمَانِ، وَهْوَ: مُنْذُ وَمُذْ، نَحْو: مَا رَأَيْتُهُ مُنْذُ يَومِ الجمعةِ، أَو مُذْ يَوْمَيْنِ.
  وَمِنْهَا: مَا يَخْتَصُّ بالنكراتِ غالباً، وَهْوَ: «رُبَّ»، نَحْو: «رُبَّ رَجُلٍ فِي الدَّار». وَقَد تَدْخُلُ عَلَى ضَمِيرِ غَائِبٍ ملازمٍٍ لِلْإِفْرَادِ وَالتَّذْكِيرِ وَالتَّفْسِيرِِ بِتَمْيِيزٍ بعدَهُ مُطَابقٍ للمَعْنَى، نَحْو قَوْلِهِ: «رُبَّهُ فِتْيَةً». وَقَدْ تُحْذَفُ «رُبَّ» وَيَبْقَى عَمَلُهَا بَعْدَ الْوَاوِِِ، كَقَوْلِهِ:
  وَلَيْلٍ كموجِ البحرِ أَرْخَى سُدُولَهُ ... عَليَّ بِأَنْوَاعِ الْهُمُومِ لَيَبْتَلِي
  وَبَعْدَ الْفَاءِ كثيراً كَقَوْلِهِ:
  فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٍ ... [فألهيتُها عَن ذي تَمَائِمَ مُحْوَلِ]