متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

باب التوكيد

صفحة 85 - الجزء 1

  وَلِلشَّكِّ أَو الْإِبْهَامِ أَو التَّفْصِيلِ بَعْدَ الْخَبَرِ، نَحْو: {لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}⁣[الكهف ١٩]، {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى}⁣[سبأ ٢٤] {وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى}⁣[البقرة ١٣٥].

  و «إمَّا» - بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ - مِثْلُ «أَو» بَعْدَ الطَّلَبِ وَالْخَبَرِ، نَحْو: «تَزَوَّجْ إمَّا هِنْدًا أَوْ أُخْتَهَا»، وَبَقِيَّةُ الْأَمْثِلَةِ وَاضِحَةٌ.

  وَقِيلَ: إنَّ الْعَطْفَ إِنَّمَا هُوَ بِالْوَاوِ، وَإِنَّ «إِمَّا» حَرْفُ تَفْصِيلٍ كَالْأُوْلَى فَإِنَّهَا حَرْفُ تَفْصِيلٍ.

  و «بَلْ» لِلْإِضْرَابِ غالبًا⁣(⁣١)، نَحْو: «قَامَ زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو».

  و «لَكِنْ» للِاسْتِدْرَاكِ، نَحْو: «مَا مَرَرْتُ برجلٍ صالحٍ لَكِنْ طالحٍ».

  و «لا» لِنَفْيِ الْحُكْمِ عَمَّا بَعْدَهَا، نَحْو: «جَاءَ زيدٌ لا عمروٌ».

بَابُ التَّوْكِيدِ

  وَالتَّوْكِيدُ ضَرْبَانِ: لفظيٌّ، ومعنويٌّ.

  فَاللَّفْظِيُّ: إعَادَةُ اللفظِ الأولِ بِعَيْنِهِ، سَواءٌ كَانَ اسْماً، نَحْو: «جَاءَ زيدٌ زيدٌ»، أَو فِعْلاً، نَحْو:

  [فَأَيْنَ إِلَى أَيْنَ النَّجَاةُ بِبَغْلَتي] ... أَتَاكِ أَتَاكِ اللاحقونَ، احبِسِ احبِس

  أَو حَرْفًا، نَحْو قَوْلِهِ:

  لَا لَا أبُوْحُ بِحُبِّ بَثْنَةَ إنَّهَا ... أَخَذَتْ عَلَيَّ مَوَاثِقاً وعُهُودَا


(١) وإلا فقد تجيء لترك الشيء إلى الأهم، ومنه قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ}⁣[الأنبياء ٥].