متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

باب التوكيد

صفحة 86 - الجزء 1

  أَو جملةً، نَحْو: «ضَرَبْتُ زيداً ضَرَبْتُ زيداً».

  والمعنويُّ: لَهُ ألفاظٌ معلومةٌ، وَهْيَ: النفسُ، وَالْعَيْنُ، وكُلٌّ، وجميعٌ، وَعَامَّةٌ، وَكِلَا، وَكِلْتَا.

  وَيَجِبُ اتصالُها بضميرٍ مُطَابِقٍ للمؤكَّدِ، نَحْو: «جَاءَ الخليفةُ نَفْسُهُ أَو عَيْنُهُ». وَلَكَ أَنْ تَجْمَعَ بَيْنَهُما بِشَرطِ أن تُقَدِّمَ النَّفْسَ.

  وَيَجِبُ إفْرَادُ النفسِ والعينِ مَعَ المُفْرَدِ، وجمعُهُمَا عَلَى «أَفْعُلٍ» مَع الْمُثَنَّى والجمعِ، تَقُولُ: «جَاءَ الزيدانِ أنفُسُهُمَا أَو أعينُهُما، وجاءَ الزَّيْدُونَ أنفسُهُم أَو أعينُهُم».

  و «كَلٌّ» وَ «جَمِيعٌ وَعَامَّةٌ» يُؤَكَّدُ بِهَا الْمُفْرَدُ وَالْجَمْعُ، ولا يُؤَكَّدُ بِهَا الْمُثَنَّى، تَقُولُ: «جَاءَ الْجَيْشُ كُلُّهُ أَو جميعُهُ أَو عَامَّتُهُ، وَجَاءَتِ القبيلةُ كُلُّهُا أَو جميعُها أَو عَامَّتُها، وَجَاءَ الرجالُ كُلُّهُمْ أَو جميعُهُم أَو عَامَّتُهُم، و جَاءَتِ النِّساءُ كُلُّهُنَّ أَو جَمِيعُهُنَّ أَو عَامَّتُهُنَّ».

  وَ «كِلاَ وكِلْتَا» يُؤَكَّدُ بِهِمَا الْمُثَنَّى، نَحْو: «جَاءَ الزيدانِ كِلاَهُمَا، وجاءَتِ الهِنْدَانِ كِلْتَاهُمَا».

  وَإِذَا أُرِيدَ تَقْوِيَةُ التَّأْكِيدِ فَيَجُوزُ أنْ يُؤْتَى بَعْدَ «كُلِّهِ» بـ «أَجْمَعَ»، وَبَعْدَ «كُلِّهَا» بـ «جَمْعَاءَ»، وَبَعْدَ «كُلِّهمْ» بـ «أجْمعينَ»، وَبَعْدَ «كلِّهِنَّ» بـ «جُمَعَ»، قَال اللَّه تَعَالَى: {فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}⁣[الحجر ٣٠]؛ وَتَقُولُ: «جَاءَ الْجَيْشُ كُلُّهُ أجْمَعُ، وَالْقَبِيلَةُ كُلُّهَا جَمْعَاءُ، والنساءُ كُلُّهُنَّ جُمَعُ».

  وَقَدْ يُؤَكَّدُ بـ «أجْمَعَ وَجَمْعَاءَ وأجمعينَ وجُمَعَ» بِدُونِ «كُلٍّ»، نَحْو: {لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}⁣[الحجر ٣٩].