درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

عبدالله بن محمد بن أبي النجم (المتوفى: 647 هـ)

[الباب الخامس عشر] في ذكر الذبائح وفضل الأضحية والعقيقة

صفحة 106 - الجزء 1

[الباب الخامس عشر] في ذكر الذبائح وفضل الأضحية والعقيقة

  قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: {وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}⁣[الأنعام: ١٢١].

  · قَالَ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ - #: هَذِهِ الآَيَةُ نَزَلَتْ فِيْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُوْلُوْنَ لِلْمُؤْمِنِينَ: تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ تَتَّبِعُوْنَ أَمْرَ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَتْرُكُوْنَ مَا ذَبَحَ اللَّهُ ولاَ تَأْكُلُوْنَهُ، وَمَا ذَبَحْتُمْ أَنْتُمْ أَكَلْتُمْ، وَالْمَيْتَةُ فَإِنَّمَا هِيَ ذَبِيْحَةُ اللَّهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: {وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}⁣[الأنعام: ١٢١] فَحَرَّمَ بِذَلِكَ الْمَيْتَةَ، وَمَا ذَبَحَتِ الْجَاهِلِيَّةُ لِغَيْرِ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ يُرِيْدُ أَنَّ كُلَّ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَمَعِصِيَةٌ، ثُمَّ قَالَ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ}⁣[المائدة: ٣].

  فَأَمَّا مَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّه بِهِ: فَهُوَ مَا ذُكِرَ عَلَيْهِ غَيْر اسْمِ اللَّهِ.

  وَأَمَّا الْمُنْخَنِقَةُ: فَهِيَ الدَّابَّةُ الَّتِي يَنْشَبُ حَلْقُهَا بَيْنَ عُوْدَيْنِ أَوْ فِيْ حَبْلٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا تَنْخَنِقُ بِهِ فَتَمُوْتُ.