[الباب الخامس عشر] في ذكر الذبائح وفضل الأضحية والعقيقة
  وَأَمَّا الْمَوْقُوْذَةُ: فَهِيَ الَّتِي تُرْمَى عَلَى مُوْقَذَتِهَا أَوْ تُضْرَبُ فَتَمُوْتُ.
  وَأَمَّا الْمُتَرَدِّيَةُ: فَهِيَ الَّتِي تَرَدَّى مِنْ رَأْسِ جَبَلٍ أَوْ فِيْ البِيْرِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ فَتَمُوْتُ ولاَ تُلْحَقُ ذَكَاتُهَا.
  وَأَمَّا النَّطِيْحَةُ: فَهِيَ مَا تَنْطَحُهُ الْبَقَرَةُ وَالشَّاةُ مِنْهُنَّ فَتَمُوْتُ ولاَ تُلْحَقُ ذَكَاتُهَا.
  وَأَمَّا مَا أَكَلَهُ السِّبُعُ: فَهِيَ الدَّابَّةُ يَقْتُلُهَا السَّبُعُ ولاَ تُدْرَكُ ذُكَاتُهَا، فَحَرَّمَ اللَّهُ ذَلِكَ كُلَّهُ إِلاَّ أَنْ تُلْحَقَ ذُكَاتُهُ وَفِيْهِ حَيَاةٌ، فَيَكُوْنُ حَلاَلاً لِلآكِلِينَ غَيْرَ مُحَرَّمٍ عَلَى الْعَالَمِيْنَ.
  · وَكَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ تَعُدُّ جَمِيْعَ ذَلِكَ ذكياً كُلَّهُ، وَلَيْسَ بِمَيْتَةٍ.
  وَمَعْنَى قَوْلِهِ: {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} يَعْنِي مَا ذُبِحَ لآِلِهَتِهِمْ حَرَّمَهُ اللَّهُ؛ لأَنَّهُمْ كَانُوا يَذْبَحُوْنَ لَهَا وَعَلَيْهَا.
  ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}[المائدة: ١٠٣].
  · قَالَ يَحْيَى #: وَذَلِكَ أَنَّ قُصَيَّ بن كلابٍ كَانَ أَوَّلَ مَنْ بَحَرَ وَسَيَّبَ وَوَصَلَ وَحَمَى، ثُمَّ اتَّبَعَتْهُ عَلَى ذَلِكَ قُرَيْشٌ وَمَنْ كَانَ عَلَى دِيْنِهَا مِنَ الْعَرَبِ، فَكَانُوا يَجْعَلُوْنَ ذَلِكَ نَذْراً، وَيَزْعُمُوْنَ أَنَّ اللَّه حَكَمَ بِهِ حُكُماً، فَأَكْذَبَ اللَّهُ تَعَالَى فِيْ ذَلِكَ قَوْلَهُمْ وَقَوْلَ إِخْوَانِهِم الْمُجْبِرَةِ الَّذِيْنَ نَسَبُوا إِلَى اللَّهِ كُلَّ عَظِيْمَةٍ، وَقَالُوا: إِنَّهُ قَضَى عَلَيْهِمْ بِكُلِّ مَعْصِيَةٍ، وَأَدْخَلَهُمْ فِيْ كُلِّ فَاحِشَةٍ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ}[المائدة: ١٠٣] فَنَفَى أَنْ يَكُوْنَ جَعَلَ ذَلِكَ فَيْهِمْ أَوْ قَضَى بِهِ عَلَيْهِمْ.
  · قَالَ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ #: وَالْبَحِيْرَةُ الَّتِي كَانُوا جَعَلُوْهَا فَهِيَ النَّاقَةُ