[الباب الخامس عشر] في ذكر الذبائح وفضل الأضحية والعقيقة
  مِنَ الإِبِلِ كَانَتْ إِذَا وَلَدَتْ خَمْسَةَ أَبْطُنٍ فَنَتَجَتِ الْخَامِسَ سَقْباً وَهُوَ الذَّكَرُ ذَبَحُوْهُ فَأَهْدَوْهُ لِلَّذِيْنَ يَقُوْمُوْنَ عَلَى آلِهَتِهِمْ، وَإِنْ كَانَتْ أُنْثَى اسْتَبَقُوْهَا وَغَذّوْهَا وَشَرَمُوا أُذُنَهَا وَسَمَّوْهَا بُحَيْرَةً، ثُمَّ لاَ يَجُوْزُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يَدْفَعُوْهَا فِيْ دِيَةٍ، ولاَ أَنْ يَحْلِبُوا لَهَا لَبَناً، ولاَ يَجُزُّوا لَهَا وَبْراً إِلاَّ أَنْ يَحْلِبُوا لَبَنَهَا إِذَا خَافُوا عَلَى ضَرْعِهَا فِيْ الْبَطْحَاءِ، وَإِنْ جَزُّوهَا جَزُّوْهَا فِيْ يَوْمِ رِيْحٍ عَاصِفٍ ولاَ يَحْمِلُوْنَ عَلَى ظَهْرِهَا وَيُخَلُّونَ سَبِيلَهَا تَذْهَبُ حَيْثُ شَاءَتْ، فَإِنْ مَاتَتِ اشْتَرَكَ فِيْ لَحْمِهَا النِّسَاءُ وَالرِّجَالُ فَأَكَلُوْهُ.
  وَأَمَّا السَّائِبَةُ: فَهِيَ مِنَ الإِبِلِ، كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ إِذَا مَرِضَ وَشُفِي أَوْ سَافَرَ فَأَدَّى أَوْ سَأَلَ شَيْئاً فَأُعْطِي سَيَّبَ مِنْ مَالِهِ مَا أَرَادَ شُكْرًا لِلَّهِ وَيُسَمِّيهَا سَائِبَةً، وَيُخَلِّيهَا تَذْهَبث حَيْثُ شَاءَتْ مِثْلُ الْبَحِيرَةِ، ولاَ تُمْنَعُ مِنْ كَلاَءِ ولاَ حَوْضِ مَاءٍ ولاَ مَرْعَى.
  وَأَمَّا الوَصِيْلَةُ: فَهِيَ مِنَ الْغَنَمِ كَانُوا إِذَا وَلَدَتِ الشَّاةُ خَمْسَةَ أَبْطُنٍ فَكَانَ الْخَامِسُ جَدْياً ذَبَحُوْهُ أَوْ جَدْيَيْنِ ذَبَحُوْهُمَا، وَإِنْ وَلَدَتْ عَنَاقاً اسْتَحْيَوْهَا فَإِنْ وَلَدَتْ عَنَاقاً وَجَدْياً تَرَكُوا الْجَدْيَ وَلَمْ يَذْبَحُوهُ مِنْ أَجْلِ أُخْتِهِ، وَقَالُوا قَدْ وَصَلَتْهُ ولاَ يَجُوْزُ ذَبْحُهُ مِنْ أَجْلِهَا.
  وَأَمَّا الَحَامُّ: فَهُوَ الْفَحْلُ مِنَ الإِبِلِ، كَانَ إِذَا ضَرَبَ عَشْرَ سِنِيْنَ وَضَرَبَ وَلَدُ وَلَدِهِ فِيْ الإِبِلِ قَالُوا: هَذَا قَدْ حَمَى ظَهْرَهُ فَيُخَلُّوْنَ سَبِيْلَهُ أَيْنَمَا ذَهَبَ مِثْل البَحِيْرَةِ، فَأَكْذَبَهُمُ اللَّهُ فِيْ جَمِيْعِ أَفَعَالِهِمْ، فَقَالَ: {وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}[المائدة: ١٠٣].
  (٢٩٣) وَبِالإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ إِلَى يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ #، بِإِسْناَدِهِ أَنَّ رَاعِياً وَصَلَ إِلَى النبي ÷ فَقَالَ: يَارَسُوْلَ اللَّهِ، أَذْبَحُ بِعَظْمٍ؟ قَالَ: «لاَ»، قَالَ: فَأَذْبَحُ بِشُظَاظٍ؟ فَقَالَ: «لاَ»، فَقَالَ: أَذْبَحُ إِنْ خَشِيْتُ أَنْ تَفُوْتَنِى بِنَفْسِهَا بِظُفْرِي؟ فَقَالَ: «لاَ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْمَرْوَةِ فَاذْبَحْ بِهَا فَإِنْ فَرَتْ فَكُلْ وَإِلاَّ فَلاَ تَأْكُلْ».