[الباب السابع عشر] في ذكر القضاة والقضايا
  (٣٢٨) وَقَالَ ÷: «مَنْ حَلَفَ عَلَى مِنْبَرِي يَمِيناً آثِمَةً تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِن النَّارِ».
  · وَهَذِهِ الأَحَادِيْثِ تَدُلُّ عَلَى بُطْلاَنِ قَوْلِ مَنْ يَكْرَهُ فَصْلَ الْقَضَاءِ فِيْ الْمَسْجِدِ، وَقَدْ كَانَ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ # يَأْمُرُ شُرَيْحاً ¥ بِالْجُلُوْسِ فِيْ الْمَسْجِدِ الأَعْظَمِ، وَكَيْفَ يَكْرَهُ فَصْلَ الْقَضَاءِ فِيْ الْمَسْجِدِ وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ الطَّاعَاتِ.
  (٣٢٩) وَفِيْهِ قَوْلُ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷: «أَجْرُالْقَاضِي يَوْماً وَاحِداً يَعْدِلُ عِبَادَةَ سِتَّينَ سَنَةً».
  (٣٣٠) وَقَالَ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ #: بَلَغَنَا أَنَّ أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ # وَجَدَ دِرْعاً لَهُ عِنْدَ نَصْرَانِي، فَأَقْبَلَ بِهِ إِلَى شُرَيْحٍ قَاضِيْهِ عَلَى الْمُسْلِمِيْنَ فَخَاصَمَهُ عِنْدَهُ، قَالَ: فَلَمَّا رَآهُ شُرْيَحٌ زَحَل لَهُ عَنْ مَجْلِسِهِ فَقَالَ لَهُ: مَكَانَكَ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا شُرَيْحُ، أَمَا أَنَّهُ لَوْ كَانَ خَصْمِي مُسْلِماً مَا جَلَسْتُ إِلاَّ مَعَهُ فِيْ مَجْلِسِ الْخُصُوْمِ وَلَكِنَّهُ نَصْرَانِيٌّ، وَقَدْ قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷: «إِذَا كُنْتُمْ وَإِيَّاهُمْ فِي طَرِيقٍ فَأَلْجِئُوهُمْ إِلَى مُضَايَقَهٍ، وَصَغِّرُوا بِهِمْ كَمَا صَغَّرَ اللَّهُ بِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَظْلِمُوهُمْ»، ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ #: يَا شُرَيْحُ، هَذِهِ دِرْعِي لَمْ أَبِعْ وَلَمْ أَهَبْ، فَقَالَ شُرَيْحٌ لِلنَّصْرَانِيِّ: مَا تَقُوْلُ فِيْمَا قَالَ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ؟ فَقَالَ النَّصْرَانِيُّ: مَا الدِّرْعُ إِلاَّ دِرْعِي وَمَا أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ عِنْدِي بِكَاذِبٍ، فَالْتَفَتَ شُرَيْحٌ إِلَى أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ، هَلْ مِنْ بَيِّنَةٍ؟ قَالَ: فَضَحِكَ عَلِيٌّ وَقَالَ: أَصَابَ شُرَيْحٌ مَا لِي مِنْ بَيِّنَةٍ، فَقَضَى بِالدِّرْعِ لِلنَّصْرَانِيِّ، قَالَ: فَقَامَ النَّصْرَانِيُّ فَمَشَى هُنَيْهَةً ثُمَّ رَجَعَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنَّ هَذِهِ أَحْكَامُ الأَنْبِيَاءِ، أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ يَمْشِي إِلَى قَاضِيْهِ وَقَاضِيهِ يَقْضِي عَلَيْهِ،