درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

عبدالله بن محمد بن أبي النجم (المتوفى: 647 هـ)

[الباب التاسع عشر] في ذكر الوصايا

صفحة 130 - الجزء 1

  وَيَشْهَدُ أَنَّ أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيَّ بن أَبِي طَالِبٍ أَخُو رَسُوْلِكَ، وَوَلِيُّكَ، وَالْقَائِمُ بِحُجَّتِكَ بَعْدَ رَسُوْلِكَ، وَالدَّاعِي إِلَى طَاعَتِكَ، وَالْمُجَاهِدُ لِمَنْ عَنَدَ عَنْ دِيْنِكَ وَإِجَابَتِكَ وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ نَبِيِّكَ ÷، الْبَاذِلُ لِنَفْسِهِ وَمَالِهِ لَكَ، الشَّاهِرُ سَيْفَهُ دُوْنَ حَقِّكَ، وَفِيْ أَمْرِكَ، وَأَمَامِ رَسُوْلِكَ الصَّابِرِ لَكَ، وَالْمُصْطَبِرِ فِيْ طَاعَتِكَ فِيْ السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، وَالشِّدَّةِ وَاللأُّوَاء، أَوْلَى النَّاسِ بِكَ وَبِرَسُوْلِكَ، وَأَعْظَمُهُمْ عَنَاءً فِيْ أَمْرِكَ وَسَبِيلِكَ، وَيَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِوِلاَيَتِهِ وَمَوَدَّتِهِ، وَبِوِلاَيَةِ مَنْ تَوَلاَّهُ، وَمُعَادَاةِ مَنْ عَادَاهُ. وَيَشْهَدُ أَنَّهُ أَحَقُّ خَلْقِكَ بِمَقَامِ رَسُوْلِكَ #، وَأَنَّهُ خَلِيْفَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ فِيْ عِبَادِكَ، اخْتَرْتَهُ لَهُمْ، وَافْتَرَضْتَ طَاعَتَهُ مِنْ بَعْدِ رَسُوْلِكَ عَلَيْهِمْ، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنِةٍ وَيُحْيِي مَنْ حَيِيَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيْعٌ عَلِيْمٌ.

  اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ يِارَبُّ وَكَفَى بِكَ شَهِيْداً، وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَأَهْلَ سَمَاوَاتِكَ وَأَرْضِكَ، وَمَنْ بَرَأْتَ، وَذَرَأْتَ، وَخَلَقْتَ، وَفَطَرْتَ، وَرَكَّبْتَ، وَجَعَلْتَ، وَصَوَّرْتَ، وَدَبَّرْتَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدُكَ لاَ شَرِيْكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُوْلُكَ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيْهَا، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِيْ الْقُبُوْرِ، وَأَنَّكَ وَاحِدٌ أَحَدٌ فَرْدٌ صَمَدٌ، لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُوْلَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، لاَ شَرِيْكَ لَكَ ولاَ نَظِيْرَ، ولاَ نِدَّ لَكَ ولاَ عَدِيْلَ، لاَ يُشْبِهُكَ شَيْءٌ وَلَيْسَ كَمِثْلِكَ شَيءٌ وَأَنْتَ السَّمِيعُ الْبَصِيْرُ، ولاَ تُحِيْطُ بِكَ الأَقْطَارُ، ولاَ تُجِنُّكَ الْبِحَارُ، ولاَ تُوَارِي مِنْكَ الأَسْتَارُ، ولاَ تُحْدِقُ بِكَ السَّمَاوَاتُ وَالأَرَضُوْنَ، ولاَ يَتَوَهَّمَكَ بِتَحْدِيْدٍ الْمُتَوَهِّمُوْنَ، ولاَ يَسْتِدِلُّ عَلَيْكَ الْمُسْتَدِلُّوْنَ إِلاَّ بِمَا دَلَلْتَ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ، مِنْ أَنَّكَ أَنْتَ سُبْحَانَكَ الْوَاحِدُ الْجَلِيْلُ، فَالْخَلْقُ عَلَيْكَ دَلِيْلٌ، وَأَنَّكَ لاَ تَقْضِي بِالْفَسَادِ، ولاَ تُجْبِرُ عَلَى الْعِصْيَانِ الْعِبَادَ، بَرِيءٌ مِنْ أَفْعَالِهِمْ، تَقْضِي بِالْخَيْرِ وَتَأْمُرُ بِهِ، وَتَنْهَى عَنِ الْفُجُوْرِ وَالْبَغْيِ وَتُعَذِّبُ عَلَيْهِ، صَادِقُ الْوَعْدِ