درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

عبدالله بن محمد بن أبي النجم (المتوفى: 647 هـ)

[وصية الإمام الهادي إلى الحق #]

صفحة 132 - الجزء 1

  فِيْ الْخَوْفِ وَالأَمْنِ وَالرَّخَاءِ وَالشِّدَّةِ، وَالْمِحْنَةِ وَالْبَلاَءِ، وَمَنْ لَمْ يَثِقْ بِنَفْسِهِ وَلَمْ يَكُنْ كَامِلاً فِيْ كُلِّ أَمْرِهِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ، ولاَ يَدْخُلْ فِيْ شَيْءٍ مِنْ هَذَا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ ذَلِكَ، وَلْيُرْصِدْ لأَعْدَاءِ اللَّهِ، وَلْيُعِدْ سِلاَحَهُ وَمَا قَدَرَ عَلَى إِعْدَادِهِ، وَلْيَنْتَظِرْ أَنْ تَقُوْمَ لِلَّهِ حُجَّةٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّهِ، مَنْ فِيْهِ هَذِهِ الشُّرُوْطِ، فَيَنْهَضُ مَعَهُ، وَيَبْذُلُ نَفْسَهُ وَمَالَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَقْرَبُ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى الرَّحْمَنِ، وَيَطْلُبُ بِهِ الْفِرَارَ مِنَ النِّيْرَانِ، وَمَنْ مَاتَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ مُنْتَظِراً لِذَلِكَ مَاتَ شَهِيْداً مُقَرَّباً، فَائِزاً عِنْدَ اللَّهِ مُكَرَّماً.

  ثُمَّ يَسْأَلُ يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ وَيَطْلُبُ مِنْ وَلَدِهِ وَوَلَدِ وَلَدِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِخْوَتِهِ وَأَخَوَاتِهِ وَعُمُوْمَتِهِ وَبَنِي أَعْمَامِهِ، وَكُلِّ أَقْرِبَائِهِ، وَمَوَالِيْهِ، وَشِيْعَتِهِ، وَأَهْلِ مَوَدَّتِهِ، وَكُلِّ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبِرَّهُ بِبِرٍّ أَوْ يَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ لَهُ بِصِلَةٍ فِيْ حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ، أَنْ يَهَبُوا لَهُ هِبَةً مَبْتُوْتَةً يَقْبَلُهَا مِنْهُمْ فِيْ حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ مَا أَمْكَنَهُمْ مِنْ بِرِّ أَوْ هِبَةٍ، أَوْ صِلَةٍ مِنْ عِتْقِ رِقَابٍ مُؤْمِنَةٍ زَكِيَّةٍ عَفِيْفَةٍ مُسْلِمَةٍ، لاَ يَعْلَمُ عَلَيْهَا إِلاَّ خَيْر، ولاَ تُرْمَى بِشَيءٍ مِنَ الضَّيْرِ، أَوْ كَفَّارَاتٍ عَمَّا أَمْكَنَهُمْ مِنَ الأَيْمَانِ، أَوْ صَدَقَةٍ بِمَا أَمْكَنَ مِنَ الثِّيَابِ، أَوْ طَعَامٍ، أَوْ نَقْدٍ، أَوْ سَقْيِ مَاءٍ فِيْ الْمَوَاطِنِ الْمَحْمُوْدَةِ.

  وَيَسْأَلُهُمْ إِلاَّ يَحْقِرُوا لَهُ شَيْئاً مِنَ الأَشْيَاءِ مَا بَيْنَ حَبّةٍ إِلَى أَكْثَرَ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ الْيَسِيْرَ، وَيُعْطِي عَلَيْهِ الْكَثِيْرَ.

  فَمَنْ أَمْكَنَهُ مِمَّا سَأَلَهُ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ شَيءٌ قَلَّ أَوْ كَثُرَ فَلْيَقُلْ عِنْدَ إِخْرَاجِهِ له: هَذَا مَا اسْتَوْهَبْنِيْهُ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ - قَدْ وَهَبْتُهُ لَهُ، وَصَرَفْتُهُ حَيْثُ أَمَرَنِيْ بِهِ، وَسَأَلَنِي أَنْ أَصْرِفَهُ فِيْهِ مِنَ الْوُجُوْهِ الَّتِي يَتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى اللَّهِ، اللَّهُمَّ انْفَعْهُ بِذَلِكَ، وَاعْطِهِ فِيْهِ أُمْنِيَتَهُ، وَبَلِّغْهُ بِهِ أَمَلَهُ فِيْ دَارِ آخِرَتِهِ، إِنَّكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.