[وصية الإمام الهادي إلى الحق #]
  وَلاَ يَخْتَارُ لِيَحْيَى بن الْحُسَيْنِ مَنْ أَحَبَّ بِرَّهُ مِمَّنْ سَمَى مِنْ وَالِدَيْهِ وَوَلَدِهِ وَوَلَدِ وَلَدِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَوْمِ الدِّيْنِ إِنْ بَقِيَ لَهُ عَقِبٌ، أَوْ أَنْمَى اللَّهُ لَهُ نَسْلاً، وَإِخْوَتِهِ وَأَخَوَاتِهِ وَأَعْمَامِهِ وَبَنِي أَعْمَامِهِ وَجَمِيْعِ أَقَارِبِه وَمَوَالِيْهِ وَشِيْعَتِهِ وَأَهْلِ مَوَدَّتِهِ إِلاَّ أَزْكَى مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَأَطْيَبه وَأَحَلَّهُ.
  وَيَسْأَلُ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ مَنْ سَمَّاهُ وَسَأَلَهُ الْبِرَّ لَهُ إِنْ بَلَّغَهُ اللَّهُ ظُهُورَ إِمَامٍ عَادِلٍ، فَقَامَ مَعَهُ أَحَدٌ مِمَّنْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ نَصْرَهُ، وَالْقِيَامَ مَعَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، أَنْ يَسْأَلَهُ الدُّعَاءَ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالرِّضَا وَالرِّضْوَانِ، وَالتَّجَاوُزِ وَالإِحْسَانِ.
  وَيَسْأَلُ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ مَنْ حَضَرَ ذَلِكَ وَبَلَغَهُ مِمَّنْ سَأَلَهُ مِنَ الرِّجَالِ أَنْ يُشْرِكَهُ فِيْ قِيَامِهِ مَعَ الإِمَامِ، وَجِهَادِهِ مَعَهُ وَالْقِيَامِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقُعُوْدِهِ وَحَمَلاَتِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَإِخَافَتِهِ لِلظَّالِمِيْنَ، وَإِحْسَانِهِ إِلَى الْمُؤْمِنِيْنَ.
  ثُمَّ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ يَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُحْسِنَ جَزَاءَ مَنْ فَعَلَ شَيْئاً مِمَّا سَأَلَهُ، وَبَرَّهُ بِذَلِكَ وَوَصَلَهُ، وَيَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَصِلَهُ عَلَى ذَلِكَ، وَيُعْطِيَهُ أَفْضَلَ الْعَطَاءَ إِنَّهُ قَرِيْبٌ مُجِيْبٌ.
  رَبَّنَا آتِنَا فِيْ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِيْ الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيْلُ، وَنِعْمَ الْمَوْلَى، وَنِعْمَ النَّصِيْرُ.
  ثُمَّ يُوْصِي الْمُوْصِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ كُلِّهِ بِمَا كَانَ لَهُ، وَبِمَا أَحَبَّ فِيْ مَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَمِيْعِ أَسْبَابِهِ، ولاَ يَنْسَى حَظَّهُ مِنْ مَالِهِ أَنْ يُقَدِّمَ مِنْهُ مَا يَنْبَغِي لَهُ وَيَجُوْزُ لَهُ تَقْدِيْمُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَادِّخَارِهِ لِيَوْمٍ يَحْتَاجُ فِيْهِ إِلَيْهِ، ولاَ يُسْرِفُ فِيْ وَصِيَّتِهِ وَلْيَذْكُرْ مَنْ يَدَعْ وَرَاهُ مِنْ عُوْلَتِهِ،