درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

عبدالله بن محمد بن أبي النجم (المتوفى: 647 هـ)

[الباب العشرون] في السير

صفحة 138 - الجزء 1

  (٣٨٢) وَقَالَ #: وَبَلَغَنَا عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ بَاتَ مِنْهُمْ

  - يَعْنِي الظَّلَمَةَ - خَائِفاً وَبَاتُوا مِنْهُ خَائِفِينَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ».

  (٣٨٣) وَبِإِسْناَدِهِ عَنْ جُبَيْرِ بن مُطْعَمٍ قَالَ: لَمَّا قَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ سَهْمَ ذِي الْقُرْبَى بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ أَتَيْتُهُ أَنَا وَعُثْمَانُ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَؤُلاَءِ بَنُو هَاشِمٍ لاَ نُنْكِرُ فَضْلَهُمْ لِمَكَانِكَ الَّذِي وَضَعَكَ اللَّهُ بِهِ مِنْهُمْ، أَرَأَيْتَ إِخْوَانَنَا مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ أَعْطَيْتَهُمْ وَمَنَعْتَنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ؟ فَقَالَ ÷: «إِنَّ بَنِي الْمُطَّلِبِ لَمْ يُفَارِقُونَا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَمٍ، إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ كَهَاتَيْنِ، ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ».

  (٣٨٤) وَقَالَ #: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيْهِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الَّذِيْنَ لاَ يَجُوْزُ قَتْلَهُمْ مِنَ الأَسْرَى فَقَالَ: هُمُ الَّذِينَ أَثْخَنَهُمُ الْمُحِقُّوْنَ بِالْوِثَاقِ، وَقُلْنَا لَهُ: وَمَا الأَسْرُ؟ فَقَالَ: هُوَ الوِثَاقُ وَالأَطْرُ، كَمَا قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷: «لَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ فَلَتَأْطِرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْراً»، فَقَيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الأَطْرُ؟ فَقَالَ: «هُوَ الرِّبَاطُ وَالْعَقْدُ».

  (٣٨٥) وَقَالَ يَحْيَى #: جَاءَ الْحَدِيثُ عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ وَقَدْ بَيَّتَ الأُسَارَى لَيْلَةَ بَدْرٍ فِي الرِّبَاطِ، فَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ لِعَمِّهِ مِن الْقَلَقِ وَالأَرَقِ مَا قَالَ لَهُ عُمَرُ فِيمَا يُقَالُ، وَيُذْكَرُ مَالِي أَرَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُنْذُ اللَّيْلَةَ أَرِقاً، وَفِي لَيْلَتِكَ كُلِّهَا سَاهِراً قَلِقاً؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ÷: «وَمَا لِي لاَ أَقْلَقُ وَأَنَا أَسْمَعُ مُنْذُ اللَّيْلَةَ أَنِينَ عَمِّي فِي الأَسْرِ».

  · وَقَالَ يَحْيَى #: يَنْبَغِي لِلإِمَامِ أَنْ يُوصِيَ سَرِيَّتَهُ بِهَذَا الْكَلاَمِ، فَقَدْ كَانَ رسول الله ÷ يُوْصِي عَسَاكِرَهُ وَيَقُوْلُ كَثِيْراً مِنْ هَذَا الْكَلامِ: