درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

عبدالله بن محمد بن أبي النجم (المتوفى: 647 هـ)

[الباب العشرون] في السير

صفحة 139 - الجزء 1

  «بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَفِيْ سَبِيْلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُوْلِ اللَّهِ لاَ تُقَاتِلُوا الْقَوْمَ حَتَّى تَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ، فَإِنْ أَجَابُوكُمْ إِلَى الدُّخُولِ فِي الْحَقِّ وَالْخُرُوجِ مِن الْبَاطِلِ وَالْفِسْقِ، وَدَخَلُوا فِي أَمْرِكُمْ فَهُمْ إِخْوَانُكُمْ لَهُمْ مَا لَكُمْ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا ذَلِكَ فَقَاتِلُوهُمْ وَاسْتَعِينُوا بِاللَّهِ عَلَيْهِمْ، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيداً وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ شَيْخاً كَبِيراً وَلاَ يُطِيقُ قِتَالَكُمْ، وَلاَ تُعْوِرُوا عَيْناً، وَلاَ تَعْقِرُوا شَجَراً إِلاَّ شَجَراً يُضِرُّ بِكُمْ، وَلاَ تُمَثِّلُوا بِآدَمِيٍّ وَلاَ بَهِيمَةٍ، وَلاَ تَغْلُوا وَلاَ تَعْتَدُوا، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَقْصَاكُمْ أَوْ أَدْنَاكُمْ أَشَارَ إِلَى رَجُلٍ بِيَدِهِ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ بِإِشَارَتِهِ فَلَهُ الأَمَانُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ، وَهُوَ كِتَابُهُ وَحُجَّتُهُ، فَإِنْ قَبِلَ فَأَخُوكُمْ فَي الدِّينِ، وَإِنْ أَبَى فَرُدُوهُ إِلَى مَأْمَنِهِ وَاسْتَعِينُوا بِاللَّهِ، وَلاَ تُعْطُوا الْقَوْمَ ذِمَّةَ اللَّهِ وَلاَ ذِمَّةَ رَسُولِهِ وَلاَ ذِمَّتِي اعْطُوا الْقَوْمَ ذِمَّتَكُمْ وَفُوا بِهَا.

  (٣٨٦) وَبِإِسْناَدِهِ عَنْ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ أَنَّهُ اسْتَعْمَلَ رَجُلاً عَلَى بَعْضِ الأَعْمَالِ فِيْمَا كَانَ رَأْسُ السَّنَةِ عَزَلَهُ فَأُتِي بِسَلِيْفٍ مِنْ دَرَاهِمَ يَحْمِلُهُ حَتَّى طَرَحَهُ بَيْنَ يَدَيْ عَلِيٍّ # فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ، هَذَا أَهْدَاهُ لِي أَهْلُ عَمَلِي وَلَمْ يُهْدُوهُ لِي قَبْلَ أَنْ تَسْتَعْمِلَنِي وَلاَ بَعْدَ أَنْ نَزَعْتَنِي، فَإِنْ كَانَ لِيْ أَخَذْتُهُ وَإِلاَّ فَشَأْنُكَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ: أَحْسَنْتَ لَوْ أَمْسَكْتَهُ كَانَ غُلُولاً، وَأَمَرَ بِهِ لِبَيْتِ الْمَالِ.

  (٣٨٧) وَبِإِسْناَدِهِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُمْ قَالُوا: كُنَّا فِي مَسْلَحَةٍ مِنْ مَسَالِحِ الْعَدُوِّ، فَلَقِينَا الْمُشْرِكِينَ فَحَاصَ النَّاسُ حِيصَةً، فَكُنَّا فِيمَنْ حَاصَ، فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا قَلْنَا: وَكَيْفَ نَنْظُرُ فِي وُجُوهِ الْمُسْلِمِينَ وَقَدَ بُؤْنَا بِغَضَبٍ مِن اللَّهِ؟ قَالَ: فَدَخَلْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلاً فَقُلْنَا: نَخْرُجُ مِن الْمَدِينَةِ وَفِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ÷ لَمْ نَلْقَهُ، فَغَدَوْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ غَادٍ إِلَى صَلاَةِ الْفَجْرِ فَلَقِينَاهُ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ الْفَرَّارُونَ، فَقَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ الْعَكَّارُونَ أَنَا فِئَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ»، قَالَ: فَقَبَّلْنَا يَدَهُ.