[الباب العشرون] في السير
  (٣٨٨) وَبِإِسْناَدِهِ # أَنَّ أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ قَاتَلَ مَنْ قَاتَلَهُ يَوْمَ الْجَمَلِ وَأَخَذَ مَا فِيْ الْعَسْكَرِ، وَلَمْ يَتْبَعْ مِنَ الْمُنْهَزِمَةِ مُدْبِراً، وَلَمْ يُجَهِّزْ عَلَى جَرِيْحٍ، وَلَمْ يَجُزْ لأَحَدٍ سَبْياً، فَتَكَلَّمَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فِيْ ذَلِكَ، وَقَالُوا: أَحْلَلْتَ لَنَا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَحُرِّمَتْ عَلَيْنَا سَبْيَهُمْ؟ فَقَالَ: «ذَلِكَ حُكْمُ اللَّهِ فِيْهِمْ وَعَلَيْهِمْ وَفِيْ غَيْرِهِمْ مِنْ سِوَاهُمْ مِمَّنْ يَفْعَلُ كَفِعْلِهِمْ»، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ فِيْ ذَلِكَ قَامَ خَطِيْباً، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ قَدْ أَكْثَرْتُمْ مِن الْقِيلِ وَالْقَال، وَالْكَلاَم فِيمَا لاَ يَجُوزُ مِن الْمحَالِ، فَأَيُّكُمْ يَأْخُذُ عَائِشَةَ فِي سَهْمِهِ؟» فَقَالَ كُلُّهُمْ: لاَ أَيُّنَا فَقَالَ: «فَكَيْفَ ذَلِكَ وَهِيَ أَعْظَمُ النَّاسِ جُرْماً، فَقَالُوا: أَصَبْتَ وَأَخْطَأْنَا».
  (٣٨٩) وَبِإِسْناَدِهِ عَنِ زَيْدِ بن عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: نَحْنُ الْمَوْتُوْرُوْنَ وَنَحْنُ طَلَبَةُ الدَّمِ، وَالنَّفْسُ الزَّكِيَّةِ مِنْ وَلَدِ الْحَسَنِ، وَالْمَنْصُوْرُ مِنْ وَلَدِ الْحَسَنِ كَأَنِّي بِشَيْبَاتِ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَدِيْنَةِ فَإِذَا قَتَلَهُ الْقَوْمُ لَمْ يَبْقَ لَهُمْ فِيْ الأَرْضِ نَاصِرٌ، ولاَ فِيْ السَّمَاءِ عَاذِرٌ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُوْمُ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ مُلْجِئاً ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ نُوْرٌ سَاطِعٌ لاَ يَعْمَى عَنْهُ إِلاَّ عَمَيُّ الْقَلْبِ فِيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو هَاشِمٍ بِائِعُ الرَّمَانِ: يَا أَبَا الْحُسَيْنِ، وَمَا ذَلِكَ النُّوْرُ؟ قَالَ: عَدْلُهُ فِيْكُمْ وَحُجَّتُهُ عَلَى الْخَلاَيِقِ.
  (٣٩٠) وَبِإِسْناَدِهِ أَنَّ النَّبِيَّ ÷ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّ قُرَيْشاً أَخْرَجَتْنِي مِنْ أَحَبِّ الْبِلاَدِ إِلَيَّ، فَأَحِلَّنِي أَحَبَّ الْبِلاَدِ إِلَيْكَ»، فَأَحَلَّهُ اللَّهُ الْمَدِينَةَ، وَاخْتَارَ لَهُ الأَنْصَارَ.
  (٣٩١) وَبِإِسْناَدِهِ عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «كَأَنِّي بِتَكَرْدُسِ الْفِتَنِ فِي جَرَاثِيمِ الْعَرَبِ حَتَّى لاَ يُقَالُ: اللَّه، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ قَوْماً يَجْتَمِعُونَ كَمَا تَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ، فَهُنَالِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْحَقَّ وَ يُمِيتُ الْبَاطِلَ».