[الباب العشرون] في السير
  الأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جُوْراً وَظُلْماً، لاَ تَأَخُذُهُ فِيْ اللَّهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ، يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَعْوَانُهُ وَيَلْتَئِمُ إِلَيْهِ أَنْصَارُهُ مِنْ مَنَاكِبِ الأَرْضِ كُلِّهَا كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيْفِ فِيْ السَّمَاءِ.
  هَاهْ هَاهْ كَأَنِّي بِهِ يَقْدِمُ الأُلُوْفَ، وَيُجَدِّعُ مِنْ أَعْدَائِهِ الأُنُوْفَ، وَيَخُوْضُ الْحُتُوْفَ، وَيَفُضُّ الصُّفُوْفَ، بِعَسَاكِرٍ كَثِيْرَةِ الْغَوَائِلِ، فِيْهَا حُمَاةُ الأُنُوْفِ الْقَوَاتِلُ، تَطِيْرُ بِالضَّرْبِ ذَوَاتُ الأَنَامِلِ، وَتُفْرِي بِالبِيْضِ شُهُبُ الْمَحَافِلِ، حَتَّى إِذَا تَنَازَلَ الفُرْسَانُ، وَظَهَرَتْ دَعْوَةُ الرَّحْمَنِ، وَدَعَا إِلَى الْحَقِّ كُلُّ إِنْسَانٍ، وَتَنَاوَشَ الأَقْرَانُ، وَاخْتَضَبَ الْمُرَّانُ، وَحَمِيَ الطِّعَانُ، وَطَاحَ الْهَامُّ، وَاخْتَلَطَ الأَقْوَامُ، وَقَهَرَ الإِسْلاَمُ، وَظَهَرَتْ دَعْوَةُ مُحَمَّدٍ ÷، وَنُصِرَ هُنَالِكَ الْمُؤْمِنُوْنَ، وَخُذِلَ الْكَافِرُوْنَ، وَمَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيْنَصُرُنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيْزٌ.
  فَحِيْنَئِذٍ يَتِمُّ نَصْرُ اللَّهِ لِلْمُحِقِّيْنَ، وَيَصِحُّ إِهْلاَكُهُ وَخُذْلاَنُهُ لِلْقَاسِقِيْنَ، وَيَجْتَثُّ اللَّهُ أَصْلَ أَئِمَّةِ الْجَوْرِ الضَّالِّيْنَ، وَيُحْيِي اللَّهُ بِبَرَكَةِ الظَّاهِرِ الْمَهْدِي دَعْوَةَ الْحَقِّ، وَيُعْلِنُ بِهِ كَلِمَةُ الصِّدْقِ، وَيَمُنُّ وَيَتَفَضَّلُ بِذَلِكَ عَلَيْهِ، وَيُحْسِنُ تَأْيِيْدَهُ وَتَوْفِيْقه فِيْهِ، وَقَالَ:
  كَرِيْمٌ هَاشِمِيٌّ فَاطِمِيٌّ جَامِعُ الْقَلْبِ
  رَؤُوفٌ أَحْمَدِيٌّ لاَ يَهَابُ الْمَوْتَ فِى الْحَرْبِ
  تَرَى أَعْدَاءَهُ مِنْهُ حَذَارَ الْحَتْفِ فِيْ الْكَرْبِ
  شُجَاعٌ يُتْلِفُ الأَرْوَاحَ فِى الْهَيْجَاءِ بِالضَّرْبِ
  رَحِيْمٌ بِأَخِ التَّقْوَى شَدِيْدٌ بِأَخِ الذَّنْبِ
  حَكِيمٌ أُتِيَ التَّقْوَى وَفَصْلَ الْحُكْمِ وَالخطْبِ
  بِعَدْلِ الْقَائِمِ الْمَهْدِيِّ غَوْثُ الشَّرْقِ وَالْغَرْب