صفته # وذكر علمه
صفته # وذكر علمه
  كَانَ # مَوْصُوفاً مِنْ أَيَّامِ صِبَاهُ بِفَضْلِ الْقُوَّةِ وَالشِّدَّةِ وَالشَّجَاعَةِ، وَالاِشْتِغَالِ بِالْعِلْمِ وَالتَّوَفُّرِ عَلَيْهِ.
  فَأَمَّا زُهْدُهُ وَوَرَعُهُ فَلَمْ يَخْتَلِفْ فِيْهِ اثْنَانِ.
  وَمِمَّا حُكِيَ مِنْ قُوْتِهِ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ الدِّيْنَارَ بِيَدِهِ فَيُؤَثِّرُ فِيْ سِكَّتِهِ بِأصْبِعِهِ وَيَمْحُوهَا.
  وَمِنَ الْحِكَايَاتِ الْمَشْهُوْرَةِ أَنَّهُ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ حَقٌّ قَبْلَ أَنْ يَلِيَ الأَمْرَ فَطَالَبَهُ فَمَاطَلَهُ وَامْتَنَعَ مِنْ تَوْفِيَتِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ يَوْماً فَأَهْوَى إِلَى عَمُوْدِ حَدِيدٍ فَأَلْوَاهُ فِيْ عُنُقِهِ ثُمَّ سَوَّاهُ فَأَخْرَجَ عُنُقَهُ مِنْهُ. وَفِي نُسْخَةٍ: فَلَوَاهُ.
  وَمِنَ الْحِكَايَاتِ الْمَشْهُوْرَةِ أَنَّ طَبِيْباً نَصْرَانِيًّا كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى أَبِيْهِ الْحُسَيْنِ لِيُعَالِجَهُ مِنْ عِلَّةٍ أَصَابَتْهُ، فَدَخَلَ الطَّبِيبُ يَوْماً وَتَرَكَ حِمَارَهُ عَلَى الْبَابِ فَأَخَذَهُ يَحْيَى # فَأَصْعَدَهُ عَلَى السَّطْحِ، فَخَرَجَ الطَّبِيْبُ فَلَمْ يَجِدِ الْحِمَارَ، فَقِيْلَ لَهُ: هُوَ عَلَى السَّطْحِ أَصْعَدَهُ يَحْيَى، فَسَأَلَهُ أَنْ يُنْزِلَهُ، فَمِنَ الْمَثَلِ السَّائِرِ: إِنَّمَا يُنْزِلُ الْحِمَارَ مَنْ صَعَدَ بِهِ.
  وَحُكِي أَنَّهُ # كَانَ أَسَدِيًّا، أَنْجَلَ الْعَيْنَيْنِ، وَاسِعَ السَّاعِدَيْنِ غَلَيْظَهُمَا، بَعِيْدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ وَالصَّدْرِ، خَفِيْفَ السَّاقَيْنِ وَالْعَجْزِ، كَأَنَّهُ الأَسَدُ، وَكَانَ قَلِيْلُ اللَّحْمِ وَمَعَ ذَلِكَ فَلا يُطِيْقُهُ مِنَ الْخَيْلِ إِلاَّ الشَّدِيْد كَفَرَسِهِ أَبِي الْحَمَاحِمِ.
  وَكَانَ # فِيْ أَوَانِ بُلُوْغِهِ وَهُوَ غُلاَمٌ حَدَثٌ يَدْخُلُ السُّوْقَ بِالْمَدِيْنَةِ وَقَدِ امْتَارُوا مِنْ مَوْضِعٍ فَيَقُوْلُ: مَا طَعَامُكُمْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: الْحِنْطَةُ فَيُدْخِلُ يَدَهُ فِيْ الوِعَاءِ فَيَأْخُذُ مِنْهَا فِيْ كَفِّهِ وَيَطْحَنُهُ بِيَدِهِ، وَيَقُوْلُ: هَذَا دَقِيْقٌ لِيُرِيهِمْ شِدَّةَ قُوَّتِهِ.