درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

عبدالله بن محمد بن أبي النجم (المتوفى: 647 هـ)

ذكر وفاته #، وموضع قبره، وبركته

صفحة 152 - الجزء 1

  عَجَّلَ بِكَ فِيْ غَيْرِ حِيْنِكَ؟ فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا بَرِحْتُ الْبَارِحَةَ مِنْ قُرْبِكَ، قَالَ: فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَحَرَّجَ عَلِيَّ أَلاَّ أُحَدِّثُ بِهِ أَحَداً فِيْ حَيَاتِهِ، فَمَا حَكَاهُ سَلِيْمٌ إلاّ فِيْ وَقْتِ الْمُرْتَضَى #.

  وَكَانَ يَحْيَى # مُشْتَغِلاً أَكْثَرَ دَهْرِهِ فِيْ الْجِهَادِ، فَكَانَ لاَ يَتَمَكَّنُ مِنْ إِمْلاءِ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ وَهُوَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ فِيْ أَكْثَرِ دَهْرِهِ؛ فَكَانَ # ابْتَدَأَ تَأَلِيْفَ كِتَابِ الأَحْكَامِ فِيْ الْمَدِيْنَةِ، وَخَرَجَ مِنْهَا وَقَدْ بَلَغَ كِتَابَ الْبُيُوعِ، ثُمَّ مَا أَتَمَّ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمْلاهُ عَلَى كَاتِبٍ فِيْ مَسِيْرِهِ وَرُكُوْبِهِ، حَتَّى فَرِغَ الْكِتَابُ غَيْرَ مُرَتَّبٍ ولاَ مُنَسَّقٍ، فَرَتَّبَهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْحَسَنُ بن أَبِي حُرَيْصَةَ.

  وَكَانَ يَحْيَى # قَدْ هَمَّ بِالتَّفَرُّغِ لِنَشْرِ الْعِلْمِ فَحَالَتِ الْمَنِيَّةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ فَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.

ذكر وفاته #، وموضع قبره، وبركته

  تُوُفِّيَ # بِمَدِيْنَةِ صَعْدَةَ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى - وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً، تُوُفِّيَ آخِرَ سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ عَشِيَّةَ الأَحَدِ لِعَشْرٍ بَقِيْنَ مِنْ ذِيْ الْحِجَّةِ، وَكَانَ ظُهُوْرُهُ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ، فَكَانَتْ مُدَّةُ خِلاَفَتِهِ ثَمَانَ عَشْرَةَ سَنَةً أَقَامَ مِنْهَا بِمَدِيْنَةِ صَعْدَةَ وَأَعْمَالَهَا سِتَّ عَشْرَةَ كَمَا قَدَّمْنَا، وَكَانَ # قَدِ اعْتَلَّ عِلَّةً شَدِيْدَةً، وَقِيْلَ: كَانَ سَبَبُهَا أَنَّهُ سُقِيَ سُمًّا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

  وَكَانَ مَعَهُ يَوْمَ وَفَاتِهِ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، فَكَانَ يُوَصِّيْهِ بِأَحْسَنِ الْوَصِيَّةِ وَيَذْكُرُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ، وَيَقُوْلُ: يَا بُنَيَّ، هَذَا يَوْمٌ أَلْقَى اللَّهَ فِيْهِ، وَلَقَدْ رَجَوْتُ أَنْ يُبَلِّغَنِيَ اللَّهُ الأَمَلَ فِيْ جِهَادِ