[الباب السابع] في الصيام وفضله
  مَا تَرَى النِّسَاءُ فَيَقْضِينَ الصَّوْمَ وَلاَ يَقْضِينَ الصَّلاةَ، وَكَانَتْ فَاطِمَةُ ابْنَةُ رَسُوْلِ اللَّهِ تَرَى مَا يَرَى النِّسَاءُ، كَذَا فِيْ الأَحْكَامِ، فَتَقْضِيَ الصَّوْمَ وَلاَ تَقْضِي الصَّلاَةَ.
  وَبِإِسْناَدِهِ أَنَّ النَّبِيَّ ÷ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ، وَعَلَى اَلْمُتَسَحِّرِينَ، فَلْيَتَسَحَّرْ أَحَدُكُمْ وَلَوْ بِجُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ».
  (١٨٠) وَقَالَ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ #: بَلَغَنَا عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ أَنَّهُ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَرْضَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ حَامِلٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ حَامِلٌ وَهَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ مَفْرُوضٌ، وَأَنَا أَخَافُ عَلَى مَا فِيْ بَطْنِي إِنْ صُمْتُ، فَقَالَ ÷: «انْطَلِقِي فَافْطرِي، فَإِذَا أَطَقْتِ فَصُومِي»، وَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مُرْضِعٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ مَفْرُوضٌ، وَأَنَا أَخَافُ إِنْ صُمْتَ أَنْ يَنْقَطِعَ لَبَنِي فَيَهْلكَ وَلَدِي، قَالَ لَهَا: «انْطَلِقِي فَافْطرِي، فَإِذَا أَطَقْتِ فَصُومِي»، وَأَمَّا صَاحِبُ الْعَطَشِ، فَأَتَى النَّبِيَّ ÷ فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، هَذَا شَهْرٌ مَفْرُوضٌ وَلاَ أَصْبِرُ عَنِ الْمَاءِ سَاعَةً وَاحِدَةً، وَأَخَافُ عَلَى نَفْسِي إِنْ صُمْتُ، قَالَ: «انْطَلِقْ فَافْطِرْ فَإِذَا أَطَقْتَ فَصُمْ»، وَأَتَاهُ شَيْخٌ كَبِيْرٌ يَتَوَكَّأُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ مَفْرُوْضٌ وَلاَ أُطِيْقُ الصِّيَامَ، قَالَ: «اذْهَبْ فَأَطْعِمْ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ نِصْفَ صَاعٍ مِسْكِيناً».
  (١٨١) قَالَ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ #: بَلَغَنَا عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷: إِنَّ أَهْلَ الْمَدِيْنَةِ أَصْبَحُوا صِيَاماً فِيْ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَشَهِدَ بَعْضُهُمْ عِنْدَ رَسُوْلِ اللَّهِ أَنَّهُمْ رَأَوا الْهِلاَلَ بِالأَمْسِ، فَأَمَرَ رَسُوْلُ اللَّهِ النَّاسَ أَنْ يَفْطِرُوا، وَأَنْ يَعُوْدُوا إِلَى صَلاَتِهِمْ وَأَنْ يَغْدُوا كَذَا فِيْ الأَحْكَامِ.