درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

عبدالله بن محمد بن أبي النجم (المتوفى: 647 هـ)

[الباب الثامن] في ذكر الحج وهو يشتمل على صفة حج إبراهيم الخليل ومحمد المصطفى صلى الله عليهما وعلى آلهما وسلم

صفحة 75 - الجزء 1

[الباب الثامن] في ذكر الحج وهو يشتمل على صفة حج إبراهيم الخليل ومحمد المصطفى صلى الله عليهما وعلى آلهما وسلم

  قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِنَبِيِّهِ إِبْرَاهِيْمَ #: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}⁣[الحج: ٢٧].

  (١٨٩) وَبِالإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ إِلَى يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ # قَالَ: حَجَّ إِبْرَاهِيْمُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّه بِأَهْلِهِ وَبِالْمُؤْمِنِيْنَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَيْتِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِالأَذَانِ بِالْحَجِّ، فَأَذَّنَ وَدَعَا إِلَى اللَّهِ، فَأَسْمَعَ فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَاتَّبَعَ، وَاجْتَمَعُوا إِلَى إِبْرَاهِيْمَ # فَخَرَجَ بِمَنْ مَعَهُ مُتَوَجِّهاً إِلَى مِنًى، فَيُقَالُ: إِنَّ إِبْلِيسَ اعْتَرَضَ لَهُ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ فَرَمَاهُ بِسَبْعَةِ أَحْجَارٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ تَكْبِيرَةً، ثُمَّ اعْتَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الثَّانِيَةِ فَفَعَلَ بِهِ مَا فَعَلَ عَلَى الْجَمْرَةِ الأَوْلَى، ثُمَّ اعْتَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الثَّالِثَةِ فَرَمَاهُ كَمَا رَمَاهُ عِنْدَ الثَّانِيَةِ فَيَئِسَ مِنْ إِجَابَتِهِ لَهُ وَقُبُوْلِهِ لِقَوْلِهِ، فَيُقَالُ: إِنَّهُ صَدَّهُ وَضَلَّلَهُ عَنْ طَرِيْقِ عَرَفَةَ، فَأَتَى # ذَا الْمَجَازِ فَوَقَفَ بِهِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ، إِذْ لَمْ يَرَ فِيْهِ مِنَ النَّعْتِ مَا نُعِتَ لَهُ، فَسَارَ عَنْهُ وَتَرَكَهُ فَسَمَّى ذَلِكَ الْمَكَانَ لْمَجَازِ إِبْرَاهِيْمَ بِهِ: ذَا الْمَجَازِ، فَلَمَّا أَتَى إِبْرَاهِيْمُ # الْمَوْضِعَ الَّذِي أَمَرَ بِإِتْيَانِهِ، عَرَّفَهُ بِمَا فِيْهِ مِنَ الْعَلاَمَاتِ الَّتِي نُعِتَتْ لَهُ، فَقَالَ #: عَرَفْتُ الْمَكَانَ فَسُمِّيَ عَرَفَاتٌ، فَنَزَلَ بِهَا حَتَّى صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ مَعاً، ثُمَّ وَقَفَ بِالنَّاسِ وَجَعَلَ إِسْمَاعِيْلُ # إِمَاماً، فَوَقَفَ مُسْتَقْبِلاً لِلْبَيْتِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ دَفَعَ