[الباب الثالث عشر] في التجارة أيضا
  · قَالَ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ #: إِنَّمَا تَرَكَ ضَرْبَ الْمُشْتَرِي لَهُ؛ لأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ حُرٌّ عِنْدَمَا اشْتَرَاهُ.
  وَبِإِسْناَدِهِ أَنَّ النَّبِيَّ ÷ قَالَ: «مَعَ كُلِّ صَفْقَةٍ كَيْلٌ».
  · قَالَ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ #: أَرَادَ أَنَّ مُشْتَرِياً إِذَا اشْتَرَى مَكِيلاً لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يَبِيْعَهُ مِنْ غَيْرِهِ أَوْ يُوَلِيه إِلاَّ بِكَيْلٍ آخَرَ.
  (٢٦٤) وَبِإِسْناَدِهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ ÷: أَمَرَ رَجُلاً اشْتَرَى قِلاَدَةً يَوْمَ خَيْبَرَ مُرَصَّعَةً بِالذَّهَبِ فِيْهَا خَرَزٌ مُرَكَّبٌ بِالذَّهَبِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُمَيِّزَ بَيْنَ خَرَزِهَا وَبَيْنَ الذَّهَبِ، وَيَقْلَعُهُ مِنْهَا حَتَّى يَعْرِفَ مَا فِيْهَا، فَيَشْتَرِيهُ بِوَزْنِهِ مِنَ الذَّهَبِ، فَقَالَ: (إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ الْحِجَارَةَ بِالْفِضَّةِ بَيْنَ الْوَزْنَيْنِ، فَقَالَ: «لاَ حَتَّى تُمَيِّزَ مَا بَيْنَهُمَا»، فَلَمْ يَتْرُكْهُ حَتَّى مَيَّزَ مَا بَيْنَهُمَا.
  · قَالَ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ #: كَانَتِ الدَّرَاهِمَ فِيْ زَمَنِ رسول الله ÷ كَدَرَاهِمِنَا الْيَوْمَ، وَلَمْ يَكُنْ فِيْ زَمَنِ النبي ÷ ولاَ فِيْ زَمَنِ الْجَاهِلِيَّةِ لِلْعَرَبِ ضَرْبُ دَنَانِيرَ، ولاَ دَرَاهِمَ تُعْرَفُ، وَإِنَّمَا كَانُوا يَتَبَايَعُوْنَ وَيَتَشَارَّوْنَ بِالتِّبْرِ دَرَاهِمَ مَعْرُوفَةً وَأَوَاقِيَ مَعْرُوْفَةً، وَكَانَ الرَّطْلُ الأَوَّلُ الَّذِي كَانَ عَلَى عَهْدِ رسول الله ÷ بِالْمَدَنِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَوْقِيَةً، وَكَانَتِ الأَوْقِيَةُ أَرْبَعِيْنَ دِرْهَماً، فَكَانَ رَطْلُهُمُ أَرْبَعْمِائَةَ دِرْهَمٍ وَثَمَانِيْنَ دِرْهَماً بِهَذَا الدِّرَهَمِ الَّذِي فِيْ أَيْدِي النَّاسِ، وَأَقَرَّ رَطْلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ÷.
  · وَيُقَالُ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ ضَرَبَ الدَّرَاهِمَ فِيْ الإِسْلاَمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بن مَرْوَانَ، وَهَذَا الدِّرْهَمُ الَّذِي تُخْرَجُ بِهِ الزَّكَاةُ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيْهِ أَهْلُ العِرَاقِ وَزْنَ سَبْعَةٍ، وَإِنَّمَا سَمَّوْهُ وَزْنَ سَبْعَةٍ؛ لأَنَّهُ سَبْعَةَ أَعْشَارِ الْمِثْقَالِ وَعَلَيْهِ وَزْنُ الدِّيْنَارِ الْهَادَوِيِّ.