منهج المستوى الثاني الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

[أولا: التوحيد]

صفحة 9 - الجزء 1

  وخلق المطعومات مختلفًا طعمها⁣(⁣١)؛ فللعسل والسكر والرمان والعنب والتمر لكل نوع منها طعم، وخلق الحر والبرد⁣(⁣٢)، ولا يفرق بين هذه الأنواع إلا المدرك.

  وليس له آلة يدرك بها المدركات؛ بل هو عالمٌ بها، أي: لا تخفى عليه؛ لأنه يحتاج إلى خالق يخلق له هذه الآلات ولم يكن رباً ولأَشْبَهَنَا، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}⁣[الشورى ١١].

  فليس له عينان ولا أذنان ولا أنف ولا لسان ولا يدان؛ لأنه لو كان كذلك لكان له خالق يفصله وينظمه، وكان مخلوقاً ولم يكن رباً؛ لأن كل مقدَّر لا بد له من مقدِّر يقدره ويصوره، والله يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى ١١].

٦ - فصل: [والله قديم لا بداية لوجوده]

  ثم نعتقد أنه قديم لا أول لوجوده؛ لأنه لو كان لوجوده بداية لكان مخلوقًا واحتاج إلى خالق، والخالقُ إلى خالقٍ، والخالقُ إلى خالقٍ، وتسلسل، والتسلسل محال.

٧ - فصل: [والله تعالى ليس له مثل ولا شبيه ولا نظير]

  ثم نعتقد أنه ليس له مثل⁣(⁣٣) ولا شبيه ولا نظير ولا مثيل؛ لأنه لو كان مثلنا لزم أن يكون محدَثاً مخلوقاً مثلنا؛ لعدم الفرق، ولو كان له


(١) هذا دليل على أنه مدرك للمطعومات.

(٢) هذا دليل على أنه مدرك للمحسوسات.

(٣) هنا مسألتان، هما:

١ - أن الله تعالى ليس مثلنا ولا يشبهنا في صفاتنا.

٢ - أننا لسنا مثل الله تعالى ولا نشبهه في صفاته.