[رابعا: خلافة النبوة]
  رسولُ الله ÷ على عليٍّ أحدًا غيره طيلة حياته، وخلفه في المدينة حين مشى ÷ في غزوة تبوك مثلما خلف موسى هارون، فلما طلبه علي أن يمشي معه أجاب عليه: «أمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إنَّ المدينةَ لَا تَصْلُحُ إلَّا بي أوْ بِك». أو كما قال.
  الجهة الثانية: أن الحديث يدل على أنه لو كان بعده نبيء لكان عليًّا فبالأولى أن يكون إمامًا.
  وهذا الحديث أخرجه أربعون محدثًا من أهل السنة، منهم: البخاري، ومسلم، والشيعة بأكملهم.
٢ - فصل [خلافة الحسنين @]
  ثم الإمامة من بعد في ولده الحسن، ثم في ولده الحسين:
  ١ - لأنهما أعلم بتنفيذ الشريعة من غيرهما.
  ٢ - ولأنهما معصومان؛ لقوله تعالى(١): {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}[الأحزاب ٣٣].
(١) هذه آية التطهير النازلة في الخمسة $، والمفسر لها رسول الله ÷ بحديث الكساء وممن روى ذلك من أئمتنا $: الإمام القاسم الرسي # في مجموعه [٢/ ٦٢٠] والإمام الهادي # في المجموعة الفاخرة [٥٨٣]، والإمام المنصور بالله # في الشافي [١/ ٢١٢]، وغيرهم.
وممن رواه من المخالفين: مسلم في صحيحه [٤/ ١٨٨٣] رقم [٦١ - (٢٤٢٤)]. والترمذي في سننه [٥/ ٣٥١] رقم (٣٢٠٥)، وصححه الألباني. وابن أبي شيبة في مصنفه [٦/ ٣٧٠] رقم (٣٢١٠٢). وابن راهويه في مسنده [٣/ ٦٧٨] رقم (١٢٧١). وأحمد في المسند [٢٨/ ١٩٥] رقم (١٦٩٨٨). والبزار في مسنده [٦/ ٢١٠] رقم (٢٢٥١). وابن حبان في صحيحه [١٥/ ٤٣٢] رقم (٦٩٧٦). والطبري في تفسيره [٢٠/ ٢٦٣]. وابن أبي حاتم في تفسيره [٩/ ٣١٣١] رقم (١٧٦٧٣). والثعلبي في تفسيره [٨/ ٤٢]. والواحدي في تفسيره الوسيط [٣/ ٤٧٠] رقم (٧٥٠). والبغوي في تفسيره [٣/ ٦٣٧] رقم (١٧٠٨). والزمخشري في الكشاف [١/ ٣٦٩] تفسير آية المباهلة. والرازي في مفاتيح الغيب [٨/ ٢٤٧] في تفسير آية المباهلة، وقال عقيبه: «واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث». وغيرهم كثير.