[ثالثا: الوعد والوعيد]
٨ - فصل: [في الشفاعة]
  أما ثبوتها فالأظهر أن الأمة مجمعة على ذلك، وقد فسر قوله تعالى: {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً}[الإسراء ٧٩]، بالشفاعة.
  ومن الأدلة على ثبوتها: قوله ÷: «ثَلَاثَةٌ أنا شَفِيعٌ لهُمْ يَومَ القِيامَةِ: الضَّارِبُ بِسَيفِهِ أمامَ ذُرِّيَتي، والقاضِي لهُم حَوَائِجَهُمْ عِندَما اضْطُرُوا إلَيهِ، والمِحبُ لهم بقلبِهِ ولِسانِهِ(١)».
  وقوله: «مَنْ زَارَ قَبرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتي(٢)».
  وقوله: «إن أقربكم مني غدًا، وأوجبكم علي شفاعة: أصدقكم لسانًا، وأدَّاكم لأمانته، وأحسنكم خلقًا، وأقربكم من الناس(٣)».
  ولم يظهر خلاف في ثبوتها، وإنما الخلاف فيمن يستحقها؛ فمذهب أكثر المخالفين أنها للفساق.
(١) ممن رواه من أئمتنا $: الإمام أبو طالب # في الأمالي [٥٩١] رقم (٨٣٤)، والإمام الرضا # في الصحيفة بلفظ: «أربعة ..» باختلاف يسير. وممن رواه من المخالفين: وأبو سعد النيسابوري الحركوشي في شرف المصطفى [٥/ ٣٣٣] رقم (٢٢٨٥)، والمتقي الهندي في كنز العمال [١٢/ ١٠٠] رقم (٣٤١٨٠) بلفظ الصحيفة وعزاه للديلمي.
(٢) ممن رواه من أئمتنا $: الإمام الهادي # في الأحكام [٢/ ٥٢٠]، والأمير الحسين في الشفاء [٢/ ١١٤]، وفي الجامع الكافي [١/ ١٣١]، وغيرهم. وممن رواه من المخالفين: ابن كثير في الدر المنثور [١/ ٥٦٩] وعزاه للْحَكِيم التِّرْمِذِيّ وَالْبَزَّار وَابْن خُزَيْمَة وَابْن عدي وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ. وأخرجه أيضا: والطبراني في الأوسط [٥/ ١٦] رقم (٤٥٤٦) بنحوه. والدولابي في الكنى والأسماء [٢/ ٨٤٦] رقم (١٤٨٣). وابن عساكر في إتحاف الزائر وإطراف المقيم للسائر في زيارة النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم [١/ ٢٨]. والخلعي في الفوائد الحسان [١/ ٧٠] رقم (٦٩). والسندي في حاشيته على سنن ابن ماجه [٢/ ٢٦٨]، هذه، وقال: «رواه الدارقطني وغيره وصححه عبد الحق»، وأخرى بنحوها، وقال: «رواه الجماعة منهم الحافظ أبو علي بن السكن في كتابه المسمى بالسنن الصحاح، فهذان إمامان صححا هذين الحديثين وقولهما أولى من قول من طعن في ذلك».
(٣) رواه الإمام زيد بن علي # في المجموع [٣٩٠]، والإمام أبو طالب # في الأمالي [٥٨٩] رقم (٨٢٩)، وغيرهما.