منهج المستوى الثاني الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

[أولا: التوحيد]

صفحة 7 - الجزء 1

٣ - فصل: [والله تعالى عالم]

  ثم يجب عليك أيها الطالب أن تعلم وتعتقد أن الله عالم؛ لأنه خلق الصنع المحكم المتقن المشتمل على الحكمة والمصلحة، ولا يقدر على ذلك إلا العالم به، كما أنه لا يقدر على النجارة إلا العالم بها، ولا على الخياطة والعمارة والسباكة إلا العالم بها.

  انظر كيف خلق الله لنا البصر، وخلق لنا الشمس سراجًا، فإنا لا نقدر أن نعيش إلا بهما؛ لأن الأعمى لا يقدر على الحراثة والزراعة، ولا العمارة ولا الخياطة، ولا أكثر الأعمال، وكذا لا نقدر على الأعمال إلا بالشمس.

  وانظر كيف خالف الله بين مليارات الوجوه في نحو شبر وأربع بنان طولًا وعرضَا وبدون رقوم، ولو ساوى بينهم لحصل فساد كبير، فإنه لا يعرف الزوج زوجته، ولا الأب والأم أولادهما، ولا العكس.

  فقد بلغ الله في هذا الخلق قدرة وحكمة لا تماثل ولا تساوى، ولو شرحنا إتقان صنع الله، وعظيم قدرته في كثير من مخلوقاته - لاستغرق أوراقًا كثيرة، {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ٥٩}⁣[الأنعام]، أي: في علم الله، {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}⁣[البقرة ٢٥٥]، أي: علمه.