منهج المستوى الثاني الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

[أولا: التوحيد]

صفحة 8 - الجزء 1

٤ - فصل: [والله تعالى حي]

  ثم يجب علينا أن نعتقد أن الله حي، والدليل على ذلك: أن الله قادر عالم، والقادر العالم لا يكون إلا حيًّا؛ لأن الميت والجماد لا يقدران على أن يحدثا شيئًا، ولا أن يفعلا فعلًا، وقد قال الله تعالى: {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}⁣[البقرة ٢٥٥]. وهو حي بغير حياة.

٥ - فصل: [والله تعالى سميع بصير مدرك]

  ثم نعلم أن الله سميع بصير مدرك للمطعومات والمشمومات والمحسوسات بغير أذنين ولا عينين ولا أنف ولا إحساس، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}⁣[الشورى ١١].

  والدليل على ذلك: أنه خلق المخلوقات مختلفة ألوانها⁣(⁣١) كالزهور والأثمار والحيوانات، ولا يعرف الألوان إلا البصير، فالأعمى الذي هو أعمى من أول خلقه لا يعرف الأحمر والأخضر والأصفر، ولا يعرف لوناً من لون.

  وخلق الحيوانات المختلفة أصواتها⁣(⁣٢)، ولا يعرف الأصوات إلا السميع.

  وخلق المشمومات⁣(⁣٣) المختلف شمها، فللمسك رائحة، وللعود رائحة، وللكاذي رائحة، وقس الباقي، ولا يفرق بين الروائح إلا الذي يدرك المشمومات.


(١) هذا دليل على أنه بصير.

(٢) هذا دليل على أنه سميع.

(٣) هذا دليل على أنه مدرك للمشمومات.