[أولا: التوحيد]
[أولاً: التوحيد]
[١ - أول ما يجب على المكلف]
  اعلم أيها الطالب للنجاة أن أول ما يجب عليك النظر في معرفة الله؛ لأنك إذا اعتقدت الله على خلاف ما هو عليه فإن عبادتك صارت إلى غير الله، إلى هذا الذي تعتقده، وهو غير الله، ولما كان الله لا ندركه بالأبصار كما قال: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}[الأنعام]، فإنا لا نعرفه إلا بمخلوقاته التي لا بد لها من خالق، ومصنوعاته التي لا بد لها من صانع.
  فأول ما تنظر في نفسك: فإنك لم تكُ شيئًا، وأنه خلقك ثم صرت شيئًا، وصورك وجعل لك السمع والبصر والعقل واللسان والأيدي والأرجل، وفضَّلَك على كثير من الحيوانات بالعقل الذي تعرف به كل المعارف، وتعرف به ما يضرك وما ينفعك، وأنك لست الذي جعلت لنفسك السمع ولا البصر ولا اللسان ولا جميع الأعضاء والجوارح، وأنه لا بد لك من خالق خلقك، وفي أي صورة ما شاء صورك.
  ثم تنظر إلى ما تشاهده وتعلمه من المخلوقات التي وجدت من العدم: من الآدميين، ومن الغنم والبقر والإبل والطير، وسائر الحيوانات المختلفة صورها وألوانها ومقاديرها.
  وما تشاهده من الأمطار والأشجار والفواكه والأثمار، فإنا نشاهد الأشجار أعوادًا جرداء، فإذا سقاها الله بالأمطار اخضرَّت وأورقت