[ثالثا: الوعد والوعيد]
  خَالِدُونَ ٨١ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٨٢}[البقرة]، هذه في الجنة، وفيها آيات كثيرة توجب الخلود، ولكن لا خلاف بين المسلمين في الخلود فيها.
٣ - فصل: [الإيمان وأحكام المؤمن]
  والإيمان عندنا: قول باللسان، واعتقاد بالْجَنَان، وعمل بالأركان.
  أما القول والاعتقاد: فهو أن تؤمن بالله وكتبه ورسله وملائكته واليوم الآخر.
  وأما العمل: فهو أن تأتي بالواجبات وتجتنب المحرمات.
  والدليل عليه: قوله ÷: «الإيمان قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان».
  ولقوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ١٥ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ١٦}[السجدة].
  وقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ٢ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ٣ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً}[الأنفال].
  وقوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}[الحجرات ١٤].
  فهذه الأدلة تدل على أن الفاسق ليس بمؤمن.
  وكذا قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ