[أولا: التوحيد]
  الْخَبِيرُ ١٠٣}[الأنعام].
  وقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنُ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}[الأعراف ١٤٣]، ولم يستقر الجبل بل جعله دكاً.
  وقوله: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ}[النساء ١٥٣]، ولو كان يمكن رؤيته في الآخرة لكانت الحكمة أن نراه الآن في الدنيا لتتم وتقوى به حجة المرسلين، ولا يبقى للكفار أي شبهة حين يراه الناس بأعينهم.
٩ - فصل: [والله تعالى واحد لا شريك له]
  ثم يجب علينا أن نعتقد أن الله واحد ليس له شريك؛ لأنه لم يقم دليل إلا على إلهٍ واحدٍ، ولو كان فيهما آلهة غير الله لأتتنا كتبهم ورسلهم، ولا يمكن أن نثبت آلهة بغير دليل ولا برهان.
  ولقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}[الإخلاص]، وقوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}[البقرة ١٦٣].
  وقوله: {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة ٢٥٥]، {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}[الأنبياء ٢٢]، أي: لو كان في السماوات والأرض آلهة لاختلفوا وأفسدوهما وأخربوهما.