[ثانيا: العدل]
[ثانيًا: العدل]
١ - [والله تعالى عدل حكيم]
  وهذا باب العدل، ومعنى العدل: هو الذي تعرفه أيها الطالب في عرفنا، وهو: أنه لا يظلم، ولا يكذب، ولا يخلف الوعد والوعيد، ولا يفعل القبيح:
  ١ - لأن هذه الصفات من صفات النقص منافية للعدالة والكمال، ومخلة بشرف من اتصف بها؛ تدنسه وتشوهه، ويتصف صاحبها بالدناءة والرذالة، يتنزه عنها أشراف الرجال وإن دعتهم الحاجة إليها؛ فكيف بالله ذي العزة والكمال والغنى في كل الأحوال؟!
  ٢ - ولأنه غير محتاج لها، غني عنها، وهو عالم بأنها من صفات النقص والرذالة، وأنه غني عنها؛ فلا يفعلها أبدًا.
٢ - فصل: [وأفعال العباد كلها منهم]
  وأفعال العباد كلها منهم، ولم يقدرها الله عليهم، ولم يجبرهم عليها، ولم يرض بالقبيح منها:
  ١ - لأنه لو قدرها عليهم وأجبرهم عليها لم يستحقوا على الطاعة ثوابًا ولا على المعصية عقابًا.
  ٢ - ولأنه يقبح أن يأمرهم وينهاهم وهم مجبرون مسيرون غير قادرين على الفعل والترك، فإذا عاقبهم كان عقابهم ظلمًا قبيحًا؛ كلو كلف الغنم والبقر والإبل بالصلاة ثم يعاقبها عليها إن لم تصلِ.